في الذكرى السنوية الأولى لزلزال الحوز المدمر، أعلن مجموعة من الصحفيين المغاربة عن إصدار كتاب جماعي جديد بعنوان “على مقياس ريختر: ما لم يُرو عن تغطية الصحفيين لزلزال الحوز”. يأتي هذا الكتاب كمحاولة لتوثيق التجارب الشخصية والمهنية لهؤلاء الصحفيين الذين كانوا في قلب الحدث أثناء تغطية هذه الكارثة الطبيعية، ويقدم رؤية جديدة وفريدة حول العمل الصحفي في ظل الأزمات.
انطلقت فكرة هذا الكتاب، بحسب منسقي المبادرة، من الحاجة إلى سد الفجوة التي يعاني منها الإعلام المغربي في تغطية الكوارث الطبيعية. فقد اكتشف الصحفيون أثناء عملهم الميداني في الحوز أنهم يفتقرون إلى الأدوات والمنهجيات الفعّالة التي تمكنهم من تقديم تغطية صحفية مهنية وشاملة في ظل هذه الظروف الاستثنائية.
رؤية جديدة على التغطية الصحفية:
“على مقياس ريختر” لا يقتصر على سرد تقارير إخبارية حول الحدث، بل يسعى لتقديم نظرة شخصية وعميقة على التحديات النفسية واللوجستية التي واجهها الصحفيون. الكتاب يروي تجارب الصحفيين الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة مشاعر متضاربة من الصدمة والحزن إلى الشجاعة والخوف، ووسط كل ذلك، التزموا بنقل الحقيقة وتقديم صورة دقيقة ومعقدة عن حجم الكارثة.
تحديات التغطية الصحفية أثناء الأزمات:
من خلال الصفحات، يسلط الكتاب الضوء على العقبات اللوجستية التي رافقت العمل الميداني، بما في ذلك صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة والتعامل مع نقص الموارد. كما يتطرق إلى الضغوط النفسية التي عاشها الصحفيون أثناء نقلهم للأحداث المؤلمة، وكيف تعاملوا مع هذه المشاعر المتداخلة للحفاظ على التوازن بين أداء وظيفتهم الإنسانية والصحفية.
هذا الإصدار لا يهدف فقط إلى توثيق الأحداث بل إلى تقديم رؤى جديدة حول كيفية التعامل مع تغطية الأزمات والكوارث الطبيعية، داعياً إلى تحسين الأدوات والمنهجيات المتاحة للصحفيين في مثل هذه الظروف. ويأمل منسقو المبادرة أن يساهم هذا الكتاب في سد الفجوة الموجودة في المكتبة الإعلامية المغربية والعربية حول هذا النوع من التغطيات.
الصحفي كجزء من القصة الإنسانية:
من خلال تجاربهم التي ينقلها الكتاب، يظهر أن الصحفيين لم يكونوا فقط ناقلين للأحداث بل كانوا أيضاً جزءاً من القصة الإنسانية التي يروونها. هذا الإصدار يمثل دعوة لاكتشاف الجانب الخفي من العمل الصحفي في ظل الأزمات، حيث يتداخل الدور الصحفي مع التجربة الإنسانية بشكل عميق.
ويأمل القائمون على هذا الكتاب أن يقدم إضافة حقيقية لالمكتبة الإعلامية المغربية، ويعزز من قدرة الصحفيين على التعامل مع الظروف الطارئة بشكل أكثر احترافية وفعالية.
