منع الصحافيين من تغطية احتفالات المسيرة الخضراء يثير الجدل

م.السلامي/بلادي24
شهدت الاحتفالات الرسمية التي أُقيمت بمناسبة الذكرى 49 للمسيرة الخضراء في جهة سوس ماسة، حدثًا غير معتاد تمثل في منع مجموعة من الصحافيين المحليين وممثلي مواقع إعلامية وطنية من تغطية الحفل الوطني الكبير. جاء هذا المنع من طرف مجهولين لا يحملون أي شارات رسمية، وذلك بالتزامن مع دخول الوفد الرسمي، الذي ترأسه السيد الوالي والوفد المرافق له.
وحين توجه الصحافيون للاستفسار عن أسباب هذا المنع، قيل لهم إن هناك تعليمات صادرة من طرف منشط الحفل تقضي بمنع جميع المنابر الإعلامية من التغطية باستثناء وسائل الإعلام الرسمية. وهو ما أثار استياءً واسعًا بين الصحافيين الحاضرين، خاصة أن القانون المنظم لمهنة الصحافة في المغرب يضمن حق تغطية الأحداث العامة لجميع وسائل الإعلام دون استثناء.
ورغم تدخل السيد الوالي لمحاولة احتواء المشكل وتسهيل مهمة الصحافيين، فإن تعنت اللجنة المنظمة حال دون ذلك، ما زاد من حدة التساؤلات حول دوافع هذه الممارسات التي تعيق عمل الصحافيين وتحد من قدرتهم على نقل المعلومة للرأي العام.
وتجدر الإشارة إلى أن جريدة “بلادي 24” كانت قد تلقت دعوة رسمية من إحدى السيدات المكلفات بالتواصل مع الصحافة، لكن عندما حاولت الجريدة التواصل معها للاستفسار حول ما جرى، لم تتلقَّ أي استجابة.
وجاء هذا المشهد الصادم أمام أطفال وشباب حضروا لمتابعة التظاهرة الوطنية، كما وقع أمام عدد من المسؤولين الذين شهدوا التوتر الذي صاحب منع الصحافيين من أداء واجبهم المهني.
إن هذا الحادث يعكس تحديًا كبيرًا أمام حرية الإعلام وحق الصحفيين في نقل الحقيقة وتغطية الفعاليات الوطنية، ويطرح تساؤلات جادة حول مدى الالتزام بالمبادئ الدستورية التي تكفل الحق في الوصول إلى المعلومة وحرية الصحافة كأحد مقومات الدولة الحديثة.
و يتطلع الوسط الصحفي بجهة سوس إلى توضيح رسمي حول ملابسات ما جرى، ومراجعة مثل هذه القرارات التي تعرقل مسيرة الإعلام الحر، وذلك حفاظًا على الشفافية وحق المجتمع في الاطلاع على مختلف الأنشطة والأحداث الوطنية.