8 مشاريع صناعية مستدامة في المغرب باستثمار 982 مليون درهم

س.وهبي/بلادي24
أعلنت الحكومة عن إطلاق ثمانية مشاريع استراتيجية في مجال المناطق الصناعية المستدامة، باستثمار إجمالي يناهز 982 مليون درهم، وذلك في إطار جهود المملكة لتعزيز التنمية الصناعية وفق مقاربة بيئية ومسؤولة. هذه المبادرة تأتي بدعم من صندوق “فونزيد II” الذي يساهم في تمويل المشاريع بما يناهز 138 مليون درهم، وتهدف إلى إحداث تحول نوعي في المشهد الصناعي الوطني عبر تعزيز جاذبية المناطق الصناعية ورفع تنافسيتها البيئية والاقتصادية.
تشمل المشاريع المبرمجة إحداث ثلاث مناطق صناعية جديدة في كل من وادي زم، وعامر، وتارودانت، بالإضافة إلى تأهيل منطقتين صناعيتين قائمتين في آيت ملول وعين شكف. كما سيتم إحداث حديقة صناعية في المحمدية، وتحويل منطقة طنجة-تطوان إلى منطقة صناعية خضراء، إلى جانب تطوير منطقة متخصصة في الابتكار الصناعي تحت اسم “فيرتيبارك” في مدينة خريبكة.

وتهدف هذه المشاريع إلى جذب استثمارات إضافية تقدر بـ150 مليون درهم، وخلق فرص شغل في عدد من المناطق المستهدفة، مما يعزز الدينامية الاقتصادية المحلية ويساهم في تحقيق التوازن الجهوي في التنمية الصناعية ،كما تسعى هذه المبادرات إلى دعم الانتقال البيئي للقطاع الصناعي المغربي من خلال تطوير بنية تحتية صديقة للبيئة وتشجيع ممارسات إنتاج مستدامة.
ويجري تنفيذ هذه المشاريع في إطار برنامج “كومباكت II” الممول من قبل حكومة الولايات المتحدة الأمريكية عبر مؤسسة تحدي الألفية (MCC)، بتعاون مع وكالة MCA-Maroc، الشريك الوطني في تنفيذ البرنامج. هذا التعاون يعكس ثقة الشركاء الدوليين في قدرة المغرب على تنفيذ مشاريع مهيكلة ذات بعد استراتيجي واقتصادي مستدام.
وفي تصريح رسمي، أكد وزير الصناعة أن هذه المشاريع تمثل “نقلة نوعية في مسار تطوير المناطق الصناعية بالمغرب”، مشيرًا إلى أنها تجسد التزام المملكة بتحقيق تنمية صناعية تقوم على التوازن بين التنافسية الاقتصادية وحماية البيئة. كما شدد على أهمية هذا التوجه في دعم الاستراتيجية الصناعية الجديدة للمغرب للفترة 2021-2025، التي تروم ترسيخ مكانة المملكة كمركز صناعي إقليمي مستدام وقادر على التفاعل مع التحديات البيئية العالمية.
تأتي هذه الخطوة في سياق تحولات عالمية متسارعة تدفع نحو التحول الأخضر والاقتصاد الدائري، حيث يسعى المغرب إلى استباق هذه التحولات من خلال مشاريع متكاملة تتيح للقطاع الصناعي الانخراط في نموذج تنموي جديد يقوم على الابتكار والاستدامة والذكاء الصناعي.