فرنسا تُحكم قبضتها على مواعيد التأشيرات وتُجهز على سماسرة “شنغن”

في خطوة تنظيمية غير مسبوقة، بدأت السلطات الفرنسية في تنفيذ نظام جديد لحجز مواعيد التأشيرة عبر شركة TLScontact، يستند إلى التعيين الآلي والعشوائي للمواعيد، بهدف القضاء على المضاربات وسوق “الوساطة” التي لطالما شابت مسار الحصول على تأشيرات شنغن داخل المغرب.
النظام، الذي انطلق العمل به تدريجيًا، يُلزم طالبي التأشيرة الجدد بإتمام التسجيل وسداد الرسوم دون القدرة على اختيار تاريخ أو توقيت الموعد، حيث يتكفل النظام بإسناد موعد المقابلة تلقائيًا، في محاولة لسد الطريق أمام سماسرة المواعيد الذين كانوا يتاجرون بها مقابل مبالغ باهظة.
هذا التحول يضع حداً للفوضى التي طالما انتقدها المتقدمون ومراقبو القطاع، كما يعكس رغبة واضحة لدى باريس في فرض عدالة أكبر في الولوج إلى خدمة التأشيرات، وضمان الشفافية في معالجة الملفات، دون تدخل وسطاء أو استغلال للثغرات التقنية.
ويُرتقب أن يشمل النظام الجديد في مرحلته الأولى المتقدمين الجدد فقط، على أن يخضع لتقييم دقيق قبل تعميمه على باقي فئات التأشيرات والمراكز القنصلية المعنية.
بذلك، تبعث فرنسا برسالة حاسمة مفادها أن زمن التلاعب والفوضى في مواعيد التأشيرات قد ولى، وأن مرحلة جديدة من الحوكمة الرقمية الدقيقة قد بدأت، عنوانها الأساسي: القطع مع السوق السوداء وخدمة المواطن مباشرة.