وزارة الفلاحة تعلن إجراءات جديدة لدعم مربي الماشية في ظل استمرار الجفاف

في مواجهة تداعيات الجفاف المتواصل الذي تعيشه البلاد، والذي ألقى بظلاله الثقيلة على النشاط الفلاحي وأثر بشكل مباشر على القطيع الوطني والإنتاج الحيواني، كشفت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عن تفاصيل برنامج استعجالي واسع النطاق، يروم التخفيف من آثار نقص التساقطات المطرية، وضمان استمرارية الأنشطة المرتبطة بتربية الماشية، مع تقديم الدعم اللازم للفلاحين ومربي الماشية، خصوصاً في المناطق القروية الهشة.
وفق ما ورد في جواب وزير الفلاحة، أحمد البواري، على سؤال كتابي للنائب البرلماني نبيل الدخش عن الفريق الحركي، فإن البرنامج يعتمد على مقاربة متعددة الأبعاد، تنبني على التدخل السريع والدعم المباشر والتأطير الهيكلي.
وقد أكد الوزير أن ركيزة هذا البرنامج تتمثل في إغاثة الماشية ودعم السلاسل الحيوانية، حيث تم إلى حدود الساعة توزيع 12.3 مليون قنطار من الشعير المدعم من أصل 18 مليون قنطار تم اقتناؤها، أي بنسبة إنجاز تقارب 70 في المئة، فيما تم توزيع حوالي 4.9 ملايين قنطار من الأعلاف المركبة من أصل 6 ملايين مخصصة لقطيع الأبقار، أي بنسبة إنجاز تفوق 80 في المئة.
وفي ظل استمرار التحديات المناخية وارتفاع كلفة العلف، أقدمت الوزارة على برمجة كميات إضافية تقدَّر بـ2.4 مليون قنطار من الشعير ومليوني قنطار من الأعلاف المركبة، مع الاستعداد لإطلاق عملية توزيع مليوني قنطار إضافية قريباً.
وتواكب هذه المجهودات تعبئة لوجستية مهمة تشمل تجهيز نقاط مائية جديدة، واقتناء صهاريج وشاحنات صهريجية لتسهيل عملية توريد الماشية، وتحمل مصاريف تشغيل وصيانة هذه المعدات من طرف الدولة.
وتجاوزت تدخلات الوزارة الجانب الغذائي نحو بُعد تنموي مستدام، من خلال إطلاق مشاريع تضامنية تستهدف الفلاحين ومربي الماشية الصغار، وتسعى إلى إعادة تكوين القطيع الوطني وتحسين جودة السلالات المحلية، كما تعمل على دعم سلاسل الإنتاج الحيواني، خاصة تلك المرتبطة باللحوم الحمراء التي شهدت اضطراباً في العرض وارتفاعاً في الأسعار.
البرنامج الذي وصفه الوزير بـ”الطموح والاستعجالي” يتضمن عدداً من التدابير العملية، من بينها تحسين المراعي عبر غرس شجيرات رعوية واقتناء بذور الأعلاف، وإنشاء وحدات لإنتاج الشعير المستنبت ومراكز للتسمين، وتوزيع معدات تربية الماشية، إلى جانب تنظيم دورات تكوينية وتأطيرية للفلاحين لتحسين تقنيات الإنتاج، وتوفير مواكبة تقنية وصحية مستمرة للقطيع. كما يشمل اقتناء فحول ذات جودة عالية بهدف تحسين الوراثة الحيوانية.
وتولي الوزارة أهمية خاصة لإدماج الشباب والنساء القرويات في النسيج الإنتاجي، عبر تمكينهم من أنشطة مدرة للدخل ترتبط بتربية الماشية وخدماتها، وتسهيل ولوجهم إلى فرص التشغيل الذاتي، ما يجعل من البرنامج أداة مزدوجة لمعالجة آثار الجفاف من جهة، وتحقيق تنمية فلاحية مستدامة من جهة أخرى.
وفي ختام جوابه، أكد وزير الفلاحة أن مصالح وزارته تشتغل، على المستوى المحلي، على إعداد وتنزيل هذه المشاريع وفق مقاربة تشاركية مع التنظيمات المهنية المعنية، مع الحرص على ضمان التنسيق بين مختلف المتدخلين لضمان نجاعة وفعالية التدخلات، وتسريع وتيرة الإنجاز في ظل الاستعجال الذي تفرضه الظروف المناخية.





