شتوكة أيت بها..العمال الزراعيون ينتفضون ضد الظلم والتهميش

شهدت مدينة بيوكرى بإقليم اشتوكة أيت باها، صباح اليوم الاثنين 25 نونبر 2024، وقفة احتجاجية حاشدة شارك فيها عشرات العاملات والعمال الزراعيين. وتجمع المحتجون أمام مقر باشوية بيوكرى للتعبير عن استيائهم مما وصفوه بـ”الظلم والتعسف” الذي يتعرضون له في الضيعات الفلاحية، مجددين مطالبهم بتحسين أوضاعهم المعيشية والمهنية في هذا القطاع الحيوي.
ورفع المحتجون شعارات تدعو إلى إنصافهم وضمان حقوقهم القانونية، مع التركيز على تحسين ظروف العمل وزيادة الأجور لتتناسب مع المجهودات الكبيرة التي يبذلونها. وأشاروا إلى تفشي ما وصفوه بسياسات التضييق والجشع من قبل بعض أرباب العمل، الأمر الذي أدى إلى تدهور أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.
كما شدد المشاركون في الوقفة على ضرورة توفير بيئة عمل آمنة، وضمان الحقوق الأساسية المنصوص عليها في القوانين العمالية المغربية، بما في ذلك التصريح بالعمال لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ومنحهم الاستفادة من التغطية الصحية والتأمين ضد حوادث الشغل.
وتأتي هذه الاحتجاجات في سياق تزايد الشكاوى من معاناة العاملات والعمال الزراعيين في منطقة اشتوكة أيت باها، التي تعد من أبرز المناطق الفلاحية بالمغرب. فرغم مساهمتهم الكبيرة في دعم القطاع الزراعي وتصدير المنتجات، إلا أن ظروفهم المعيشية لا تعكس قيمة جهودهم، حيث يواجهون ضغوطًا متزايدة تتعلق بالأجور المنخفضة، ساعات العمل الطويلة، وانعدام الحماية الاجتماعية.
وأثارت الوقفة الاحتجاجية بمدينة بيوكرى تساؤلات واسعة حول مدى التزام أرباب العمل في القطاع الفلاحي بتطبيق القوانين المنظمة لعلاقات الشغل. فرغم أن الإطار القانوني المغربي يكفل حقوق العاملين، إلا أن الممارسات على أرض الواقع تكشف عن فجوات كبيرة في تطبيق تلك القوانين، مما يدفع العمال إلى الاحتجاج كوسيلة للدفاع عن مطالبهم.
اختتم المحتجون وقفتهم بدعوة السلطات المحلية وأرباب العمل إلى فتح قنوات حوار جدية، بهدف تحقيق العدالة الاجتماعية وتطوير القطاع الفلاحي بما يضمن حقوق العاملين. كما ناشدوا الجهات الوصية على القطاع بالتدخل العاجل للحد من الممارسات التعسفية وضمان احترام القوانين التي تحفظ كرامة العاملين وتساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.