كريم أشنكلي يستعرض حصيلة وإنجازات مجلس جهة سوس ماسة خلال دورة مارس 2025

عقد مجلس جهة سوس ماسة ، الدورة العادية لشهر مارس 2025، بحضور والي جهة سوس ماسة، عامل عمالة أكادير إداوتنان، إلى جانب أعضاء المجلس ورؤساء الغرف المهنية والمصالح اللاممركزة.
وفي مستهل كلمته، عبر أشنكلي عن تقديره لالتزام الأعضاء بالحضور والمشاركة الفعالة، مشيدًا بانخراطهم الجاد في خدمة قضايا التنمية والرفع من مستوى العيش داخل الجهة. كما رحب بوالي الجهة وباقي الحضور، مؤكدا على أهمية هذه الدورة التي تنعقد في أجواء شهر رمضان المبارك، بما يحمله من قيم التآزر والعطاء، مستحضرا في ذات السياق الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ودعمه المستمر لمسار الجهوية المتقدمة.
وأشار أشنكلي إلى أن هذه الدورة تأتي في أعقاب تنظيم النسخة الثانية من المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة بمدينة طنجة، التي شكلت محطة هامة لمناقشة سبل تعزيز هذا الورش الاستراتيجي، مشدداً على أن الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في المناظرة شكلت علامة فارقة، حيث سلطت الضوء على التحديات التي يتعين تجاوزها لضمان تنزيل أمثل لهذا المشروع التنموي.
وأوضح أن جدول أعمال هذه الدورة يولي اهتمامًا خاصًا بالاتفاقيات الأربعة التي تم توقيعها على هامش المناظرة الوطنية، والتي تهم تسريع تنزيل ورش الجهوية المتقدمة، وتمويل البرنامج الاستثماري لعقود التدبير المفوض للنقل الحضري والنفايات، بالإضافة إلى اتفاقية إطار للشراكة في مجال الماء. وأكد أن هذه الاتفاقيات تعكس التزام جميع الفاعلين بتنمية مستدامة تتماشى مع الأولويات الوطنية، مشيرًا إلى أن الجهة ستساهم بأكثر من مليار درهم في هذا المجهود الاستثماري.
كما خصصت الدورة حيزًا هامًا لتقييم تنفيذ برنامج التنمية الجهوية، من خلال تقرير أعد وفق مقاربة شفافة تهدف إلى قياس تقدم المشاريع وتحديد التحديات المطروحة، واقتراح الحلول المناسبة لضمان تحقيق الأهداف المسطرة. وأوضح أشنكلي أن عدد الاتفاقيات التي استكملت مراحل التأشير بلغ 193 اتفاقية، أي 73% من البرنامج التوقعي، بقيمة مالية تناهز 22 مليار درهم، تساهم فيها الجهة بحوالي 7.6 مليار درهم. وأكد أن 58 مشروعًا ضمن هذه الاتفاقيات بلغت نسبة إنجازها أكثر من 50%، مما يعكس تقدما ملحوظًا في تنزيل البرنامج الجهوي.
وفي سياق متصل، شدد على ضرورة تبني مقاربة مرنة في التخطيط الجهوي، بما يسمح بالتكيف مع المستجدات والرفع من مستوى التنسيق بين الفاعلين، تماشياً مع التوجيهات الملكية السامية. كما أبرز أهمية تعزيز الشراكات لتمويل المشاريع الكبرى وتحسين الحكامة الإدارية لضمان نجاح باقي الأهداف المسطرة في أفق 2027.
وتوقف رئيس الجهة عند مجموعة من القضايا التنموية التي تهم تأهيل المناطق الصناعية ودعم الاقتصاد الاجتماعي، مشيرًا إلى أن هذه القطاعات لا تزال تزخر بمؤهلات غير مستغلة بالشكل الكافي. كما أكد على أهمية المشاريع الطرقية لفك العزلة عن المناطق الخلفية، موضحًا أنه تم تحيين الاتفاقيات المرتبطة بهذه المشاريع بالتنسيق مع القطاعات الحكومية المعنية.
وفي إطار تعزيز البنية التحتية، أعلن أشنكلي عن مشروع تأهيل مطار طاطا بقيمة 100 مليون درهم، باعتباره لبنة أساسية لإقلاع اقتصادي بالمنطقة. كما أشار إلى استمرار الجهة في دعم مشاريع تزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب، وتأهيل المراكز الحضرية لتحسين جاذبيتها التنموية.
وعلى المستوى الاجتماعي، شدد على التزام الجهة بتقوية البنية التحتية لقطاعي التعليم والصحة، مشيرا إلى أن جدول أعمال الدورة يتضمن اتفاقيات تهم التطهير السائل والحماية من الفيضانات، إلى جانب مشاريع تهدف إلى التدبير المستدام للموارد المائية، ومنها تنظيم معرض دولي حول تقنيات الماء بشراكة مع القطاعات الحكومية المختصة.
ولم يغفل أشنكلي الجانب الثقافي والتكويني، حيث أكد أن جدول الأعمال يشمل قضايا ذات صلة بالتنمية الثقافية والتكوين المهني، إضافة إلى برنامج عمل الجهة لشراكة الحكومة المنفتحة 2025-2027، الذي يشكل إطارًا لتعزيز انفتاح المجلس على المجتمع المدني.
وفي ختام كلمته، أعرب أشنكلي عن تفاؤله بمواصلة العمل لتحقيق مزيد من النجاحات، مؤكدًا أن التحديات المطروحة تستدعي مضاعفة الجهود وتعزيز التنسيق مع مختلف الفاعلين. كما توجه بالشكر لوالي الجهة وعمال الأقاليم، وأطر الإدارة الجهوية، والوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع، وكافة الشركاء والمتدخلين، مشيدًا بالدور الفاعل لوسائل الإعلام في مواكبة وتغطية مستجدات المجلس.
واختتم كلمته بتوجيه تهنئة خاصة للنساء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، مثمنًا مساهمتهن الفعالة في تحقيق التنمية الجهوية، داعيًا إلى استمرار العمل الجماعي لتنزيل مختلف المشاريع تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.