موسم الورد بقلعة مكونة.. احتفاء بعطر الأرض وسط أعطاب تنظيمية

عبد الجليل بوزكراوي ~ بلادي 24
مع اقتراب شهر ماي، تستعد مدينة قلعة مكونة لاحتضان موسم الورد، هذا الحدث السنوي الذي تحوّل على مرّ السنوات إلى مناسبة اقتصادية مهمة، يتقاطع فيها الفلاحي بالسياحي، ويشكل رافعة حقيقية للتنمية المحلية رغم التحديات المرتبطة بالتنظيم والبنية التحتية.
يُعتبر موسم الورد مناسبة لترويج منتجات الورد العطري، الذي تشتهر به المنطقة وطنياً ودولياً، وتُدرّ زراعته مداخيل مهمة على الفلاحين المحليين، خاصة النساء اللواتي يشكلن العمود الفقري لسلسلة الإنتاج، من الجني إلى التقطير.
وتعرف المدينة خلال أيام الموسم انتعاشاً اقتصادياً لافتاً، حيث ترتفع نسبة الحجوزات الفندقية، ويزداد الإقبال على المنتوجات المجالية، وتزداد مداخيل اصحاب المحلات التجارية هذا الحدث يشكل انتعاشا اقتصادايا ، مما ينعكس بشكل مباشر على مداخيل الأسر المحلية. كما تُمثل هذه المناسبة فرصة لتسويق المنتوجات التقليدية، وجلب مستثمرين محتملين للمنطقة، وهو ما يجعل الموسم ليس مجرد احتفال رمزي، بل محطة اقتصادية بامتياز.
غير أن هذا الزخم الاقتصادي يصطدم بإكراهات تنظيمية متكررة، من أبرزها ضعف البنية التحتية، غياب رؤية واضحة لتثمين الورد كموروث اقتصادي مستدام، وافتقار الموسم لبرمجة مهنية قادرة على جلب فاعلين اقتصاديين كبار وتحويل المناسبة إلى معرض وطني أو حتى دولي.
ويتساءل الكثيرون عن سبب غياب استراتيجية تسويق شاملة للورد العطري، رغم قيمته التصديرية، حيث يباع بأثمان بخسة للوسطاء، عدم توفير فرص الشغل بشكل منطقي ، في الوقت الذي يصل فيه الورد المغربي لأرقى الأسواق العالمية بعد مروره بسلاسل إنتاج أجنبية.
في انتظار موسم أكثر احترافية، يظل الورد رمزاً لعطاء الأرض، وفرصة ثمينة لإعادة التفكير في نموذج تنموي يعيد للمنطقة مكانتها المستحقة في خارطة الاقتصاد الوطني .