مطرح سيدي عبو.. قنبلة بيئية تهدد صحة السكان والتنمية في ماسة

يونس سركوح
في نواحي ماسة، وعلى مقربة من الطريق الوطنية رقم 01 الرابطة بين تيزنيت وأكادير، يعاني السكان من كارثة بيئية وصحية تتفاقم يوماً بعد يوم بسبب مطرح النفايات بسيدي عبو.
هذا المطرح، الذي يستقبل يومياً كميات هائلة من النفايات المنزلية القادمة من جماعات محلية مختلفة، أصبح رمزاً للإهمال الإداري وعنواناً لمعاناة إنسانية مستمرة.
الساكنة المحلية في الدواوير المجاورة لـ”سيدي عبو”،دوار العرب، والمرس، وقهوة سالم وماسة، إضافة إلى قصبة سطايح، توفارس، إمجاض، وعگربان، وغيرها من الدواوير تعيش تحت وطأة الاختناق بسبب الأدخنة الكثيفة التي تنبعث من النيران المشتعلة في النفايات.
هذه الحرائق، التي تُثار شبهات حول افتعالها من قِبل من يمتهنون “المخالة” لاستخلاص المعادن القابلة للبيع، تتسبب في روائح كريهة تُخيم على المنطقة ليلاً وتمتد أحياناً لأيام، مهددة صحة الأطفال الرضع وكبار السن بأمراض مزمنة قد تصل حدّ الموت البطيء.
ما يزيد من حدة المشكلة هو موقع المطرح وسط أراضٍ زراعية خصبة تُعتبر عصب الحياة الاقتصادية للمنطقة، حيث أضحى وجوده يشكل خطراً حقيقياً على المشاريع الاستثمارية الناشئة التي بدأت في المنطقة.
غياب التخطيط السليم والمراقبة يجعل هذا المطرح قنبلة موقوتة تهدد البيئة والصحة والتنمية الاقتصادية في آنٍ واحد.
السكان يطرحون تساؤلات مُلحة حول غياب تدخل الجهات المعنية: هل المطرح خاضع للرقابة أم أنه مجرد مكبّ عشوائي يفتقر إلى أدنى المعايير البيئية؟ وهل تم إجراء دراسات بيئية مسبقة قبل إنشائه؟ ولماذا يستمر هذا الوضع دون حلول ملموسة؟وسط هذه المعاناة، ترفع الأسر المتضررة صوتها عالياً مطالبةً بتدخل عاجل ينهي الكارثة. الحلول يجب أن تشمل إغلاق هذا المطرح أو تنظيمه وفق معايير حديثة تحمي البيئة وصحة المواطنين، إضافة إلى محاسبة الجهات المسؤولة عن هذا الوضع المأساوي.
إن استمرار هذا المطرح بوضعه الحالي ليس مجرد تهديد للبيئة، بل هو جريمة صامتة تُرتكب يومياً بحق السكان.
صمت الجهات المسؤولة لا يُفسر سوى كتواطؤ ضمني أو تجاهل صارخ لمعاناة أُناسٍ لم يطلبوا سوى العيش في بيئة سليمة وآمنة