مجتمع

محمد الشارف: توازن حرية الصحافة وحماية الحقوق ضرورة ملحة

م.السلامي/بلادي24

في إطار الدورة التكوينية التي نظمتها اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة سوس-ماسة بشراكة مع المركز المغربي للدراسات والتكوين في حقوق الإنسان، ألقى الدكتور محمد شارف، رئيس المرصد الجهوي لحقوق الإنسان سوس-ماسة  كلمة افتتاحية أكد فيها على أهمية تعزيز قدرات الصحفيين في موضوع “العمل الصحفي بين الحق في الحصول على المعلومات وحماية الحياة الخاصة”. وأعرب عن شكره للحضور وللشركاء المنظمين، مشيرًا إلى أن هذه الورشة هي الثانية من نوعها الموجهة للجسم الصحفي بالجهة خلال السنة الجارية، مما يعكس الاهتمام المتزايد بتقوية المهارات المهنية للإعلاميين.

وأشار الشارف إلى أن حرية التعبير وممارسة الصحافة تشهد اليوم تحولات كبيرة في ظل التطور الرقمي، الذي أتاح انتشارًا واسعًا للمعلومات، لكنه أثار في المقابل تحديات تتعلق بالتوازن بين حرية التعبير وحماية حقوق الأفراد والجماعات. وأوضح أن هذا التوتر يعكس حاجة متزايدة للضبط والتنظيم، مع الحفاظ على حرية التعبير كحق أساسي منصوص عليه في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وتناول الشارف الإطار الدولي لحماية حرية التعبير، مشيرًا إلى الجهود التي تبذلها المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة واليونسكو، لتعزيز هذا الحق ووضع آليات لحمايته، بما في ذلك إحداث ولاية المقرر الخاص المعني بحرية الرأي والتعبير. كما تطرق إلى التحديات التي تواجه الصحفيين، خاصة في القضايا البيئية، حيث أكد أن العمل الصحفي المتخصص في هذا المجال أصبح محفوفًا بالمخاطر.

من جهة أخرى، استعرض الشارف النصوص الدستورية المغربية التي تكرس حرية التعبير وحماية الحياة الخاصة، مشيرًا إلى أن هذه النصوص تمثل إطارًا قانونيًا متقدمًا، لكنها تواجه تحديات في الممارسة العملية، سواء على المستوى المهني أو القضائي ،وأوضح أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان أصدر عدة تقارير ومواقف في هذا الصدد، منها توصيات تتعلق بحماية حقوق الإنسان في العالم الرقمي وتعزيز التنظيم الذاتي للمهنة الصحفية.

وفي ختام كلمته، دعا الشارف إلى تعزيز الحوار حول هذه القضايا المهمة، مشددًا على ضرورة تحقيق التوازن بين حرية الصحافة وحماية حقوق الأفراد، مع التركيز على التأهيل المستمر للصحفيين والالتزام بأخلاقيات المهنة ،كما أعرب عن أمله في أن تسهم مداخلات الخبراء الحاضرين في إثراء النقاش وتقديم مقترحات عملية تدعم العمل الصحفي المسؤول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى