مجلس جهة سوس ماسة يعقد دورته العادية وهذه تفاصيلها

عقد مجلس جهة سوس ماسة، اليوم الاثنين 04 مارس الجاري بقاعة الاجتماعات بمقر عمالة إنزكان أيت ملول، الدورة العادية للمجلس تضمن جدول اعمال الدورة الدراسة والتصويت على 31 نقطة .

اشغال الدورة ترأسها والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير ادوتنان السعيد أمزازي وعامل إنزكان أيت ملول ورئيس مجلس جهة سوس ماسة كريم أشنكلي، وممثلي الهيات المنتخبة ورؤساء المصالح الولائية.
وفي كلمته بالمناسبة أكد كريم أشنكلي رئيس مجلس جهة سوس أن النفوذ الترابي لعمالة إنزكان أيت ملول يستمد أهميته الاستراتيجية من كَوْنِهِ تَكَتُلاً بشريا مُهِماً وفَضَاءاً لِأَهَمِّ قطاعات اقتصاد ميتروبول أكادير الكبير وخاصة التجارية والصناعية منها، مما ينبغي معه التعامل مع إشكالياته التنموية من مُنْطَلَقِ وَحْدَةِ هذا المجال، وهذا ما تسعى إليه الجهة انسجاما مَعَ مَا وَرَدَ في التصميم الجهوي لإعداد التراب، على أَمَلْ إيجاد إطار مناسب يسمح بإرساء حكامة مِيتْرُو بُولِيَّةْ ناجحة.

وأضاف اشنكلي أن أشغال هذه الدورة تاتي، في سِيَاقٍ تَمَّ فيه استكمال كل الإجراءات القانونية ذات الصلة ببرنامج التنمية الجهوية حيث تَمَّ التأشير عليه من طرف السلطات المختصة، من خلال جلسة عمل مع السيد وزير الداخلية وطاقمه، وبحضور السيد الوالي.
مؤكداً أن التأشير على هذا البرنامج، يتماشى مع الرؤية الاستراتيجية التي تَبَنَّاهَا مجلس الجهة، وهي مسؤولية جَسِيمَة تدعو إلى تعبئة الجميع من أجل بلورت هذا البرنامج على أرض الواقع وتنفيذ مختلف المشاريع المهيكلة والطموحة التي تتضمنها هذه الوثيقة المرجعية الهامة.

وتسعى جهة سوس ماسة لمواصلة مسلسل البناء والنماء لفائدة هذه الجهة العزيزة، لاسيما وَأَنَّ كَسْبَ هذا الرهان، لَنْ يَتَأَتَّى إِلاَّ من خلال تظافر جهود الجميع لتعزيز مختلف البنيات وتجويد كافة الخدمات وتوفير كل الحاجيات في إطار محاور برنامج التنمية الجهوية، والتي تنسجم مع طبيعة المرحلة الحالية، وفي مقدمتها ضمان التزود بالماء الصالح للشرب في وعي تام بالأهمية الآنية التي يكتسيها الماء، ومكانته الاستراتيجية والحيوية بالنسبة لجميع القطاعات، لاسيما في ظل الظرفية الاستثنائية التي يعرفها المغرب عموما والجهة بشكل خاص في الآونة الأخيرة والتي اتسمت بقلة التساقطات المطرية وتوالي سنوات الجفاف.

ودعا ذات المسؤول كل المتدخلين في تدبير وحماية الموارد المائية واستدامة استغلالها ومساعي توطيد أسس سياسة مائية استباقية تَنْحُو في اتجاه استغلال ما تُتِيحُهُ المياه غير التقليدية من بَدَائِلَ عَمَلِيَّةٍ وَحُلُولٍ يمكن استثمارها في هذا المجال حيث ببرمجت الجهة مجموعة من مشاريع الاتفاقيات المتعلقة بالتزود بالماء الصالح للشرب، ستمكن من تعبئة أَغْلِفَة مالية مهمة تقدر ب 348 مليون درهم تساهم فيها الجهة ب 16 مليون درهم.
وفي السياق ذاته سيعتزم مجلس جهة سوس ماسة إلى عقد دورة استثنائية ستخصص لاتخاذ إجراءات أخرى في هذا المجال وخاصة ابرام اتفاقية مهمة مع وزارة الداخلية بغلاف مالي قدره 493 مليون درهم، ستساهم فيه الجهة ب 158 مليون درهم، وذلك من أجل إنجاز محطات متنقلة لتحلية مياه البحر وتنقية المياه المالحة تهم جل عمالات واقاليم الجهة.
وفي إطار مواصلة الجهود التي تبذلها الجهة من أجل تقوية جاذبية المدن والمراكز الحضرية وتحسين محيط عيش الساكنة، فقد تم إدراج مشاريع الاتفاقيات الخاصة بالتأهيل الحضري والتي لاَمَسَتْ جل عمالات وأقاليم الجهة وقد رُصِدَ لها مبلغ مالي يناهز مليار درهم ستساهم فيه الجهة بمبلغ يصل إلى 410 مليون درهم وستنضاف هذه المشاريع إلى مشاريع أخرى تهم تهيئة مراكز الجماعات بالوسط القروي والتي سترى النور في القريب العاجل.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوات تندرج في سياق جهود الجهة من أجل دعم الجماعات في تنزيل اختصاصاتها في هذا المجال، والذي خصص له محورا خاصا ومهما في برنامج التنمية الجهوية تهدف إلى تجسيد مبدئي التعاضد والتعاون اللذان يشكلان إحدى أهم أسس الجهوية المتقدمة.
وفي اطار مساهمتها في المشاريع التي حَظِيَتْ بدعم البرامج الوطنية ذات الصلة بقطاع البيئة، فقد اقترحت الجهة للتداول في مشاريع اتفاقيات تتعلق بالتطهير السائل المندمج وإعادة استعمال المياه العادمة وبالحماية من الفيضانات وَقَدْ رُصِدَ لها غلاف مالي يصل إلى ما يفوق 441 مليون درهم تساهم فيه الجهة بحوالي 103 مليون درهم.
وأكد اشنكلي في ذات السياق، على أنه ينبغي التفكير مَلِيًّا في دعم وتشجيع كل المبادرات الهادفة إلى إعادة استعمال المياه العادمة والمساهمة في اقتصاد وعقلنة الموارد المائية.
كما تم اقتراح نقط أخرى لا تقل أهمية، تهم التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والمالية، كان الهدف من برمجتها تثمين الإمكانيات السياحية والثقافية في مختلف ربوع الجهة وخاصة المناطق الخلفية التي تزخر بمؤهلات من شأن استثمارها دعم صمود القطاع السياحي ودعم تنوع عرضه، وقد رصدت للمشاريع المندرجة في هذا الصدد اعتمادات مالية تبلغ قيمتها ما يناهز 95 مليون درهم ستساهم فيها الجهة ب 70مليون درهم.
ودعا أيضا رئيس مجلس جهة سوس ماسة كل المتدخلين لمواصلة العمل ومضاعفة الجهود من أجل تكريس التنمية الترابية داخل الجهة، مع ما يتطلبه هذا الأمر مِن التَحَلِي بِالْجُرْأَة، في إطار برنامج التنمية الجهوية والذي قطعت فيه الجهة أشواطا مهمة، بحيث تم اتخاد الإجراءات الإدارية والمالية ل 52% من المشاريع المكونة لهذا البرنامج بمبلغ مالي قدره 19,8 مليار درهم تساهم فيه الجهة ب6,6 مليار درهم، مما يستدعي العمل وِفْقَ نَفْسِ المنهجية.

وتبعا لذلك، ومن أجل اشراك الجميع في تنزيل برنامج التنمية الجهوية، دعا كريم أشنكلي اللجان الدائمة إلى الشروع في عقد اجتماعات تخصص لتقييم حالة تقدم تنفيذ المقررات التي اتخذها المجلس واستصدار توصيات لتجويد وتقويم عمله،معتبرا أن هذه الخطوة من شأنها أن تُمَكِنَ كل مكونات المجلس من التتبع عن قرب، وتنزيل المشاريع المقررة وفق حكامة جيدة والتطلع إلى إرساء آليات تنسيقية بين مصالح الجهة ومصالح الولاية والعمالات والأقاليم تُنَظَّمُ بِمُوجِبِهَا اجتماعات لِتَدَارُسِ الإجراءات الكفيلة بتسريع وثيرة إنجاز المشاريع وخاصة تلك التي تعرف تعدد الشركاء والفاعلين الترابيين، والعمل على تشجيع الابتكار لتجاوز كل المعيقات ورفع التحدي.