“توشيح العربي جاوا بوسام جوقة الشرف: تكريم لمغربي شارك في تحرير فرنسا”

جرى، اليوم الخميس، تكريم السيد العربي جاوا، البالغ من العمر 98 سنة، وهو أحد قدماء المحاربين المغاربة الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية وحرب الهند الصينية، حيث تم توشيحه بوسام جوقة الشرف من درجة فارس من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقد تم هذا التوشيح في حفل مهيب نظم بالمقبرة الوطنية لبولوريس في سان رافاييل، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى الثمانين لإنزال بروفانس.
في كلمته خلال الحفل، أعرب الرئيس ماكرون عن تقديره العميق لمساهمة السيد العربي جاوا في الدفاع عن الحرية قائلاً: “السيد العربي جاوا، باسم الجمهورية الفرنسية، أمنحك وسام جوقة الشرف من درجة فارس”. وكان هذا التكريم اعترافًا بمسيرة جاوا البطولية في صفوف الجيش الفرنسي خلال أحلك فترات القرن العشرين.
رافق السيد جاوا في هذا الحدث التاريخي رفيقه في السلاح عبد الله جابر، البالغ من العمر 103 سنوات، والذي سبق له أن حصل على وسام جوقة الشرف عام 2014. وأعرب جاوا عن فخره العميق بهذه المناسبة قائلاً: “أنا فخور جدا، ويشرفني كثيرا الحصول على هذا الوسام الذي نستحقه عن جدارة”، مشيراً إلى التحديات والصعاب التي واجهها خلال مسيرته العسكرية.
تجدر الإشارة إلى أن الحفل حضره رؤساء دول وحكومات البلدان التي شاركت في تحرير فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، من بينهم السيد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية، الذي مثل الملك محمد السادس في هذا الحدث.
ولد العربي جاوا في مدينة خنيفرة، والتحق بصفوف الجيش في 4 فبراير 1943 عندما كان يبلغ من العمر 18 سنة. وشارك منذ دجنبر من نفس العام في الحملة الإيطالية، حيث تألق في معركة مونتي كاسينو بفضل رباطة جأشه وشجاعته، مما أكسبه تقديرًا خاصًا بوسام اللواء.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، أعيد تجنيد جاوا في 14 يونيو 1950 ضمن الفوج السادس للرماة المغاربة، وشارك مرتين في حرب الهند الصينية، حيث تعرض لجروح خطيرة خلال معارك RC4 في منطقة دونغ-خي، ولكنه استمر في أداء مهامه ببطولة. أنهى جاوا خدمته العسكرية في 1956 بعد أن تمت ترقيته إلى رتبة رقيب، وعاد إلى مسقط رأسه في خنيفرة حيث يعيش اليوم كرجل يحظى بالتقدير والاحترام من قبل وطنه ومن المجتمع الدولي.