البوليساريو على صفيح ساخن بعد مواجهات عنيفة بين عصابات تهريب

شهد “مخيم العيون” بتندوف موجة جديدة من الفوضى والعنف، بعد ثلاثة أيام متواصلة من الاشتباكات المسلحة بين عصابات تهريب المخدرات، وسط صمت مريب من ميليشيات البوليساريو وتجاهل تام من الجيش الجزائري.
هذا الانفلات الأمني أعاد إلى الواجهة هشاشة الوضع داخل المخيمات التي تخضع لسيطرة الجبهة الانفصالية، في ظل تصاعد الغضب الشعبي وغياب أي بوادر لحلول فعلية.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، دعا زعيم الجبهة، إبراهيم غالي، إلى اجتماع “طارئ” جمع عدداً من القيادات الميدانية ومسؤولي الميليشيات، حيث شدد على ضرورة “الوحدة والصمود” في مواجهة ما وصفه بـ”مؤامرات العدو”، في إشارة إلى المغرب، محملاً الخارج مسؤولية ما يحدث داخل المخيمات.
غالي لم يتطرق في خطابه إلى الأسباب الحقيقية لانفلات الأوضاع، بل اكتفى بمناشدة قياداته بـ”القضاء على الظواهر السلبية” التي تفاقمت داخل المجتمع الصحراوي، دون الإشارة إلى الفساد المنتشر في صفوف الجبهة أو تورط بعض مسؤوليها في عمليات التهريب والجريمة المنظمة.
الاحتجاجات التي اندلعت عقب هذه الأحداث عكست حجم الغضب داخل المخيمات، حيث عبّر السكان عن استيائهم من حالة الفوضى وتنامي الإجرام، مطالبين بتوفير الأمن وردع المهربين.
وقد أحرج هذا التحرك الشعبي القيادة الانفصالية، التي حاولت تبرير تقاعسها عبر مقالات وتصريحات لم تكن سوى محاولة للتهرب من المسؤولية.
وفي هذا السياق، نشر “وزير الثقافة” في الجبهة، موسى سلمى، مقالا زعم فيه أن ما يحدث هو “محاولة مغربية لضرب استقرار الجبهة من الداخل”، متغافلاً عن الدور المتصاعد للعصابات المسلحة داخل المخيمات، والتي أصبحت تمارس أنشطتها بحرية في ظل غياب أي سلطة ردعية حقيقية.
اللافت أن هذه الحوادث ليست جديدة، فقد سبق لـ”مخيم العيون” أن شهد في أغسطس من العام الماضي مواجهات دامية مشابهة، تزامناً مع تقارير دولية أشارت إلى وجود صلات مشبوهة بين بعض قادة البوليساريو وشبكات تهريب المخدرات والأسلحة في منطقة الساحل والصحراء.في ظل استمرار الفوضى، تزداد التساؤلات حول مصير المخيمات ومستقبل الساكنة التي تدفع ثمن صراعات داخلية، وتُترك فريسة لمهربين وميليشيات خارج السيطرة.