صدمة في الوسط القضائي بعد قرار عزل القاضي عفيف البقالي

صدر يوم أمس قرار عزل القاضي عفيف البقالي رئيس المكتب الجهوي لنادي قضاة المغرب بالراشيدية، إثر متابعة تأديبية.

ولقد علق قضاة وقاضيات بالصفحة الرسمية لنادي قضاة المغرب، على أن قرار العزل الصادم جانب الصواب، سيما وأن زميلهم مشهود له بالعفة النزاهة ونظافة اليد والاستقامة.

وأعلن السادة القضاة عن تضامنهم المطلق مع القاضي المعزول، وطالبوا نادي قضاة المغرب بالتحرك العاجل لأن الأمر في نظرهم يمس الأمن المهني للقضاة ولا يحتمل التأخير.

وقال القاضي عبد الله بنكيران “قرار الانقطاع النهائي الذي توصل به ذ عفيف اليوم نزل كالصاعقة على الجسم القضائي..الكل يتصل لفهم ما حدث ويتساءل عن دور السادة أعضاء المجلس المنتخبين؟؟؟؟”.

ووصفت آمال حماني، عضو نادي قضاة المغرب، قرار العزل بالمفزع، وعلقت على ذلك بالقول “خبر مفزع هذا الصباح الى الآن لا أصدق ما سمعت خاصة أننا لم نكن نعلم بإحالة الاستاذ عفيف على المجلس حتى تفاجأنا بخبر عزله هذا الصباح لله الامر من قبل و من بعد”.

كما أن العديد من المحامين عبروا عن أسفهم لما لحق الاستاذ عفيف البقالي حيث عبرت الاستاذة فرحانة جندالي المحامية بالعيون في تدوينة لها جاء فيها “ذَات يَوْمٍ لَيْسَ بِبَعِيد اِلْتَحَقْتُ بِاُلْمَحَاكِمِ وَعَالَمِهَا اُلْمُرِيبِ، وَبَقِيّت اُلْبِدَايَاتُ مُرْتَبِطَةً عِنْدِي بِقَاضٍ نَزِيه عَلَّمَنا مَعْنَى اُلْمُرَافَعَة، عَلَّمَنَا كَيْفَ تَكُون اُلنِّيّابَة اُلْعَامّة قَوِيَّة وَجَرِيئَة غَيْرَ مُنْحَصِرَةٍ فِي مُلْتَمَسٍ يَتِيمٍ (نَلْتَمِسُ أَقْصَى اُلْعُقُوبَات)، تَمَّ عَزْلُهُ اُلْيَوْم لاَ لِشَيءٍ سِوَى لِأَنّهُ كَانَ عَفِيفًا كَاِسْمِه…
فَرَحْمَةُ اُللّهِ عَلَى اُلْقَضَاءِ اُلْمُتَهَالِكِ بَعْدَهُ… “.

وأكد الاستاذ رشيد آيت بلعربي، عضو مجلس هيئة المحامين بالقنيطرة، في تدوينة له على أن “سيف التأديب من جديد يضرب بقوة في حق شرفاء القضاء المغربي. الأستاذ عفيف البقالي يتلقى الخبر الصاعقة هذا اليوم و هو عزله من القضاء على إثر متابعة تأديبية. متابعة لم تكن من أجل فساد أو رشوة أو تنازل عن استقلاله كقاض بمناسبة البت في قضية ما. لأن من يتعاطون الرشوة و الفساد و يقبلون التدخل في الملفات المعروضة عليهم، و الذين شوهوا صورة القضاء المغربي ينعمون في طمأنينة و راحة بال لا تليق بأصحاب الكلمة الحرة.
ستظل كلماتك الصادقة النابعة من وجدان قاض حر مستقل نزيه عفيف حول استقلالية و نزاهة القضاء المغربي تقض مضجع كل متخاذل.
كل التضامن زميلي الأستاذ عفيف البقالي”.

وأضاف الاستاذ رشيد ايت بلعربي أنه “حتى قبل الاطلاع عن أسباب قرار عزل القاضي الأستاذ عفيف البقالي، لم نشك للحظة أن الأمر يتجاوز التعبير عن خواطر قاض شاب في بضع كلمات. لكن بعد الاطلاع على ما نشره الأستاذ البقالي على صفحته في الفيسبوك، تأكد لنا ما كنا متأكدين منه. نعم إنها بضع كلمات تعبر عن خواطر و قناعات تعلن الرفض التام لمظاهر الرشوة و الفساد في المجتمع ككل دون ربطها بواقعة معينة أو شخص محدد. أفلهذا الحد أصبح الحديث عن الفساد و الرشوة يزعج و يقض مضجع الساهرين على أمننا القانوني و القضائي؟ ألهذا الحد نريد سلب إرادة القاضي و تحويله من إنسان يعيش وسط مجتمع من حقه أن يحلم بسيادة القانون و العدل و باختفاء الرشوة و الفساد من محيطه العام إلى مجرد روبو لإنتاج أحكام رديئة لا تحقق عدلا و لا عدالة و لا ترد حقوقا و لا تحمي حريات؟
للأسف مرة أخرى نخسر موعدنا مع التاريخ و نخسر معه واحدا من أنزه و أشرف القضاة لا لذنب ارتكبه إلا لأنه اختار أن يفكر بصوت مرتفع حول الأمراض التي تنخر المجتمع.

إن عزل القاضي الأستاذ عفيف البقالي اليوم جاء ليؤكد مرة أخرى أن عدالتنا ليست بخير و أن جسمها المريض لم يعتد أن يتمرد أعضاؤه عن الحديث عن هذا المرض في زمن استقلال السلطةالقضائية.
فعزاؤنا واحد للعدالة المغربية التي فقدت اليوم أحد أشرف قضاتها”يضيف الاستاذ رشيد ايت بلعربي