يشهد المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بأكادير توتراً متزايداً بسبب قرارات جديدة صادرة عن المديرية الجهوية للصحة بجهة سوس ماسة، أثارت استياء كل من الأطر التربوية والطلبة.
وحسب بيان صادر عن المكتب المحلي للنقابة الوطنية للصحة العمومية، فإن هذه الإجراءات تضمنت فرض متطلبات إدارية إضافية على مشاريع نهاية الدراسة، مثل “إعلان الشرف”، “بروتوكول البحث”، “الاستبيانات”، و”الموافقة المستنيرة”، دون وجود إطار قانوني واضح يبررها. واعتبر المكتب أن هذه الخطوة تمثل تدخلاً غير مبرر في الشؤون البيداغوجية، وتهديداً لاستقلالية المعهد الأكاديمية.
وأشار البيان إلى أن التدخلات تجاوزت الجوانب الإدارية، لتشمل أيضاً محاولات فرض قيود على اختيار المواضيع البحثية التي يقترحها الأساتذة، وهو ما وصفه النقابيون بالمساس بحرية البحث العلمي.
وفي هذا السياق، شدد المكتب النقابي على أن لجنة الأخلاقيات هي الجهة الوحيدة المخولة للبت في قضايا البحث العلمي، منتقداً تدخل المديرية الجهوية دون التشاور مع إدارة المعهد أو الشركاء الاجتماعيين.
وبناءً على ذلك، لوّح المكتب النقابي باتخاذ خطوات تصعيدية، من بينها مقاطعة تأطير مشاريع نهاية الدراسة لسلكي الإجازة والماستر، إذا لم يتم التراجع عن هذه التدخلات. كما طالب وزارة الصحة بالإسراع في هيكلة مراكز البحث والدكتوراه داخل المعاهد، وإخراج ملف الإطار العالي بمختلف تخصصاته وتعويضاته إلى حيّز التنفيذ، مؤكداً مسؤولية إدارة المعهد في الدفاع عن صلاحياتها الأكاديمية.
وتأتي هذه الأزمة في ظل تحديات أكبر تواجه القطاع الصحي، من بينها نقص الموارد البشرية وظروف العمل الصعبة داخل المؤسسات الصحية، ما يزيد من حدة التوتر داخل المؤسسات التكوينية التابعة له.
