أخبار العالممجتمع

يحدث في الجزائر.. تعيين المؤثرة “إيناس عبدلي” سفيرة للعمل الخيري بين دعم الشهرة وتكريس الرداءة

أثار تعيين المؤثرة الجزائرية إيناس عبدلي، إلى جانب الصحافية سمية سماش، كسفيرتين للعمل الخيري والإنساني من قبل الهلال الأحمر الجزائري، جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي. فقد انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة التي اعتبرها البعض تكريساً للرداءة في الاختيارات، بينما رأى آخرون أنها خطوة ذكية لاستغلال شهرة المؤثرين لخدمة القضايا الإنسانية.

أثار هذا التعيين العديد من التساؤلات حول المعايير المعتمدة لاختيار الشخصيات التي تمثل المنظمات الخيرية والإنسانية. الكاتب والروائي الجزائري بشير مفتي عبّر عن خيبة أمله من هذه الخطوة، حيث قال: “للأسف، المؤثر الذي كنا نتوقع ظهوره هو الذي يصنع الوعي ويرتقي بالذوق ويشجع على التثقيف الذاتي… لكن ماذا نقول، هذا عصرنا وهذا حالنا”. يتفق معه عدد كبير من المنتقدين الذين رأوا أن تعيين شخصيات اشتهرت بفيديوهات الموضة والرقص قد يضر بصورة العمل الخيري.

ومما زاد من حدة الانتقادات أن العديد من التعليقات ركزت على الدور الثقافي والتوعوي الذي يجب أن يقوم به الشخصيات العامة في المجتمع. وأعرب البعض عن قلقهم من أن تصبح مثل هذه التعيينات معياراً للرداءة في المشهد الإعلامي والتأثير على القيم العامة.

في المقابل، دافع فريق آخر عن هذا القرار باعتباره خطوة مدروسة لاستثمار شعبية “مشاهير السوشيال ميديا” في خدمة قضايا إنسانية نبيلة. فقد أشار بعض المؤيدين إلى أن إيناس عبدلي، التي تحظى بمتابعة 5.7 مليون شخص على منصة إنستغرام، تعد من أبرز المؤثرين في الجزائر ومن الأنسب لإيصال رسائل الهلال الأحمر إلى جمهور واسع.

وأشار مؤيدون آخرون إلى أن هذه المناصب ليست إدارية أو تقنية تتطلب شهادات معينة، بل تقتصر على تسويق الأفكار الخيرية وتوجيه المجتمع نحو العمل الإنساني. وعلّق أحد المتابعين قائلاً: “الهلال الأحمر لم يختَر شخصيات علمية أو ثقافية، بل اختار من يعرف كيف يجذب الانتباه، وهذا ما نحتاجه اليوم في عالم التسويق”.

هذا الجدل يفتح الباب على تساؤل أوسع حول دور المؤثرين في تعزيز القيم الإنسانية والخيرية. ففي عصر يعتمد فيه التسويق بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي، قد تكون الشخصيات التي تتمتع بشعبية واسعة أداة فعالة لنشر رسائل مهمة وتحفيز المجتمعات على التفاعل مع القضايا الإنسانية.

إلا أن البعض يرى أن الاعتماد المفرط على المؤثرين في هذا السياق قد يساهم في تفريغ العمل الخيري من مضمونه الأصيل، وتحويله إلى مجرد وسيلة لزيادة المتابعات والمشاهدات. ويرون أن الشخصيات التي يتم اختيارها لتمثيل القضايا الإنسانية يجب أن تكون قدوة في هذا المجال وأن تتمتع بمصداقية تتجاوز الشهرة على السوشيال ميديا.

يبقى النقاش حول تعيين المؤثرين كسفراء للعمل الخيري مثار جدل في الجزائر، حيث تتداخل وجهات النظر بين من يرى في ذلك استغلالاً إيجابياً للشهرة، ومن يعتبره تهديداً لقيمة العمل الإنساني. ومع تزايد نفوذ السوشيال ميديا في توجيه الرأي العام، يبقى التحدي الأكبر هو التوفيق بين استثمار تأثير هؤلاء المشاهير والحفاظ على مصداقية الرسائل الإنسانية التي تسعى المنظمات الخيرية إلى نشرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى