البراق يصل أكادير: 4 ساعات من طنجة إلى الجنوب

بعد سنوات من الانتظار والجدل، تم الإعلان رسميًا عن تمديد خط القطار فائق السرعة “البراق” ليصل إلى مدينة أكادير، في خطوة تعد تحولًا كبيرًا في مجال النقل والبنية التحتية بالمغرب. المشروع الجديد سيقلص مدة السفر بين طنجة وأكادير إلى أربع ساعات فقط، مما يجعلها أقل من زمن الرحلة الجوية عند احتساب إجراءات السفر، وفقًا لما أكده مسؤول بالمكتب الوطني للسكك الحديدية خلال ورشة عمل حول النقل والتنقل، عُقدت ضمن فعاليات المناظرة الوطنية حول الجهوية المتقدمة.
المشروع، الذي يُعد أحد أبرز المشاريع الوطنية، يُرتقب أن يربط بين الشمال والجنوب، مرورًا بالدار البيضاء ومراكش، مما يعزز من التكامل الاقتصادي والجهوي. الدراسات التقنية الخاصة بالمسار الممتد بين مراكش وأكادير، بطول 240 كيلومترًا، قد أُنجزت بالكامل، وتشمل أعمالًا هندسية معقدة، أبرزها إنشاء حوالي 50 كيلومترًا من الأنفاق لتجنب تقسيم المناطق الحضرية، خاصة في مدينة أكادير، حيث تم اختيار الحي المحمدي لاستضافة المحطة الرئيسية.
التكلفة الإجمالية للمشروع تُقدر بـ103 مليارات درهم، منها 53 مليار درهم لتمديد الخط من القنيطرة إلى مراكش، و50 مليار درهم لربط مراكش بأكادير. هذا الاستثمار الضخم يُتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في مجال النقل، حيث يُوفر وسيلة سفر سريعة وفعالة بين أهم مدن المملكة، مما يُحفز الاستثمارات ويُعزز من مكانة أكادير كمركز اقتصادي وسياحي رئيسي.
المسؤولون في المكتب الوطني للسكك الحديدية أكدوا أن هذا المشروع يعكس رؤية المغرب لتطوير البنية التحتية، ويُعتبر امتدادًا لتجربة “البراق” الناجحة بين طنجة والدار البيضاء. كما أشاروا إلى أن القطار فائق السرعة سيُساهم في تعزيز الربط بين مختلف جهات المملكة، مما يدعم التنمية المستدامة والاندماج الجهوي.
مع اقتراب موعد تنفيذ المشروع، تُراهن الحكومة على أن يُشكل هذا الخط نقلة نوعية في تحسين جودة النقل بالمملكة، ويُسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة مع التحديات المستقبلية المرتبطة بتنظيم المغرب لكأس العالم 2030.