انتشار “البال” في المغرب بين الإقبال الشعبي والمخاطر الصحية

يشهد المغرب إقبالًا متزايدًا على شراء الملابس المستعملة، أو ما يُعرف شعبيًا بـ”البال”، التي تصل غالبًا من أوروبا في حاويات ضخمة.
ورغم أن هذه الملابس ترتبط عادة بالشرائح ذات الدخل المحدود، فإنها تجذب أيضًا فئة واسعة من الميسورين الباحثين عن قطع فريدة ومميزة، مثل الأزياء الموقعة “سينيي”، الأحذية، والأثاث المنزلي.
حتى بعض المؤثرين والمشاهير لم يترددوا في توثيق زياراتهم لأسواق “البال” عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن، وسط هذا الإقبال المتزايد، تبرز مخاوف صحية جدية. فقد حذرت جمعيات حماية المستهلك من المخاطر التي قد تتسبب فيها هذه الملابس المستعملة، حيث نبه بوعزة الخراطي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المستهلك، إلى أن هذه القطع قد تكون حاملة لأمراض معدية.
وأشار إلى أن “البال” كانت في السابق تصل إلى المغرب كمساعدات في الخمسينيات لبعض المناطق ذات الظروف المناخية القاسية، وكانت تخضع لمراقبة دقيقة.
أما اليوم، فإن هذه السلع تدخل البلاد في حاويات، رغم القوانين التي تلزم بضرورة معالجتها وتقديم شهادات تثبت ذلك لضمان السلامة الصحية.
وقد وصل هذا القلق إلى قبة البرلمان، حيث وجهت النائبة فدوى الحياني سؤالًا كتابيًا لوزير الصحة، أمين التهراوي، حول غياب إجراءات فعالة لضمان تعقيم هذه الملابس قبل عرضها في الأسواق.
وأكدت الحياني على أن الإقبال الكبير على هذه الملابس من قبل الأسر ذات الدخل المحدود لا ينبغي أن يغفل المخاطر المحتملة لنقلها لأمراض جلدية، فطرية أو حتى فيروسات، في حال عدم إخضاعها لمراقبة صحية صارمة.