الدشيرة الجهادية: انتظار مستوصف تبارين يتحول إلى كابوس

تعيش ساكنة الدشيرة الجهادية التابعة لعمالة إنزكان أيت ملول حالة من الإحباط والانتظار الطويل فيما يتعلق بمشروع بناء مستوصف تبارين، الذي تحول إلى مجرد ذكرى بعد توقف الأشغال به منذ مدة، فقد تم هدم المستوصف القديم منذ أكثر من سنتين، في خطوة أملتها الحاجة إلى تجديد المنشآت الصحية وتلبية احتياجات السكان المتزايدة.
كان من المتوقع أن يكون المستوصف الجديد من الجيل الجديد، ليعكس التطلعات الصحية للساكنة، إلا أن الانتظار طال دون أي تقدم يذكر ومع تزايد الضغط السكاني في المدينة، بات واضحًا أن هناك حاجة ملحة لمرافق صحية تلبي احتياجات المواطنين. لكن، على الرغم من هذه الضرورة، يبدو أن مشروع إعادة البناء تحول إلى أطلال تشوه معالم المدينة.
تشير مصادر مطلعة إلى أن مدة الرخصة الممنوحة لبناء المشروع قد انتهت، مما يعني أن سكان الدشيرة الجهادية قد يضطرون لمزيد من الانتظار والصبر وفي ظل هذا الوضع، يجب على السلطات المحلية والإقليمية في إنزكان آيت ملول أن تتدخل لحل هذه الأزمة، خاصة وأن حق المواطن في الصحة منصوص عليه في الدستور.
الحلول الترقيعية لن تجدي نفعا، ومن الضروري أن تتخذ السلطات إجراءات فعالة للنظر في أسباب تأخر انتهاء الأشغال بمستوصف تبارين. إن الاتفاق المبرم بين مندوبية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في إنزكان وجماعة الدشيرة الجهادية، والذي تم بموجبه هدم المستوصف القديم وبناء مستوصف جديد بمواصفات عالية الجودة، يستدعي الالتزام والجدية في تنفيذه.
لقد تم تحديد موعد جاهزية المستوصف الجديد في يونيو 2023، ولكن مع مرور الوقت وعدم حدوث أي تقدم، يظل المواطنون في حيرة من أمرهم ،هل ستتحرك سلطات العمالة ومعها مسؤولو جماعة الدشيرة الجهادية لإنهاء هذا الوضع المقلق؟ الإجابة عن هذا السؤال تبقى رهينة الإرادة السياسية والالتزام بمصالح المواطنين.
في ظل هذه الأوضاع، يتعين على السلطات المختصة تحمل مسؤوليتها والقيام بدورها في تحسين الظروف الصحية لسكان الدشيرة الجهادية، لكي لا تبقى هذه المنطقة تعاني من غياب المرافق الصحية الأساسية. إن إهمال هذا المشروع لن يؤدي فقط إلى تدهور الوضع الصحي، بل سيزيد من تململ الساكنة وقلقها من المستقبل.