مجتمع

الملك محمد السادس يوجه دعوة استثنائية بخصوص عيد الأضحى لهذه السنة

في خطوة استثنائية تعكس حرصه على المصلحة العامة، دعا أمير المؤمنين، الملك محمد السادس، الشعب المغربي إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذا العام، وذلك بسبب التراجع الكبير في أعداد الماشية نتيجة التحديات المناخية والاقتصادية التي تواجه البلاد. جاء ذلك في رسالة ملكية سامية تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، مساء اليوم الأربعاء خلال نشرة الأخبار الرئيسية للقناة التلفزية “الأولى”.

وأكد جلالة الملك في رسالته أن عيد الأضحى ليس مجرد مناسبة عابرة، بل يحمل دلالات دينية واجتماعية عميقة، تعكس ارتباط المغاربة بدينهم وتقوي أواصر التضامن والتكافل بينهم. غير أن الظروف الاستثنائية التي تعيشها المملكة، خصوصًا مع تراجع القطيع الوطني بشكل كبير، تجعل القيام بهذه الشعيرة في هذا العام عبئًا اقتصاديًا ثقيلاً على العديد من الأسر، وخاصة الفئات ذات الدخل المحدود.

وأوضح الملك محمد السادس أن هذا القرار ينبع من مسؤوليته كأمير للمؤمنين، واستنادًا إلى مقاصد الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى رفع الحرج عن المسلمين وتيسير أمور عبادتهم، مستشهدًا بالآية الكريمة: “وما جعل عليكم في الدين من حرج”. كما أعلن جلالته أنه سيقوم بذبح الأضحية نيابة عن الشعب المغربي، اقتداءً بسنة جده المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذي كان يضحي بكبشين، أحدهما عن نفسه والآخر عن أمته.

ورغم الدعوة إلى عدم القيام بالأضحية، شدد جلالته على ضرورة الاحتفاء بعيد الأضحى كما جرت العادة، عبر أداء صلاة العيد في المصليات والمساجد، وإحياء قيم التكافل والتراحم من خلال التصدق وصلة الرحم، تأكيدًا للمعاني الروحانية السامية لهذه المناسبة.

ويأتي هذا القرار في ظل سياق استثنائي تعيشه المملكة، حيث كشف وزير الفلاحة والصيد البحري، أحمد البواري، أن القطيع الوطني شهد انخفاضًا بنسبة 38% خلال السنوات الثماني الماضية بسبب موجات الجفاف المتتالية، مما أثر بشكل كبير على العرض في الأسواق وأسعار الماشية. وأكد الوزير أن هذه الوضعية تفرض تبني حلول تراعي التوازن بين الاعتبارات الدينية والاقتصادية، وهو ما يعكسه القرار الملكي الحكيم.

ويعكس هذا التوجيه السامي مقاربة ملكية تستند إلى رؤية استباقية تأخذ بعين الاعتبار المصلحة العامة، حيث تسعى المملكة إلى تجاوز تداعيات الجفاف وضمان استدامة الثروة الحيوانية، مع الحرص على الحفاظ على القيم الدينية والاجتماعية المتأصلة في المجتمع المغربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى