المفاوضات مع المغرب هي الحل الوحيد لإنهاء النزاع حول الصحراء بعد اعتراف فرنسا بالسيادة المغربية

أصدر معهد السلام الدولي الأمريكي تقريراً يطالب الجزائر وقيادة جبهة “البوليساريو” بالدخول في مفاوضات حول ملف الصحراء المغربية، مشيراً إلى أن اعتراف فرنسا بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية شكّل خطوة حاسمة في مسار هذا النزاع، خاصة في ظل تزايد الدعم الدولي للموقف المغربي العادل والمشروع.
وأوضح التقرير الذي أعده توماس م. هيل، مدير برامج شمال إفريقيا بالمعهد، أن اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء عزز موقف المغرب وأضعف خيارات “البوليساريو”، مما جعل الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الخيار الوحيد المطروح على الطاولة. وأكد هيل في تقريره أن هذا الاعتراف الفرنسي أضاف زخماً جديداً لقضية الصحراء المغربية، مما دفع العديد من الدول الأخرى إلى مراجعة مواقفها ودعم المغرب في هذه القضية.
وفيما يتعلق بالوضع الراهن، أشار التقرير إلى أن استمرار التعنت من جانب “البوليساريو” وحليفتها الجزائر لن يؤدي إلا إلى مزيد من العزلة الدولية وزيادة الضغط على هذه الجبهة الانفصالية. واعتبر أن الخيار الأفضل للانفصاليين وحليفتهم الجزائر يتمثل في التفاوض مع المغرب من أجل الوصول إلى أفضل شروط ممكنة للسلام، خاصة في ظل التحولات الإقليمية والدولية الأخيرة.
وذكر التقرير أن المفاوضات المباشرة قد تساهم في إنهاء العنف والتوتر الذي يعاني منه سكان مخيمات تندوف، والذين يعيشون في ظروف إنسانية صعبة. كما أن هذه المفاوضات قد تشكل فرصة لتحسين العلاقات المغربية الجزائرية، مما يساهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي الذي يشهد تحديات متزايدة.
ولم يغفل التقرير الإشارة إلى التحول الكبير الذي أحدثه اعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء في عام 2020، حيث تبع هذا الاعتراف دعم 37 دولة أخرى، في حين جاء الدعم الفرنسي بمثابة نقطة تحول حاسمة. هذا الزخم الدولي المتزايد يعكس التحولات الجيوسياسية في المنطقة ويضعف من قدرة “البوليساريو” على مواصلة تعنتها.
وفي الختام، دعا التقرير الجزائر و”البوليساريو” إلى تبني خيار التفاوض كمسار وحيد للخروج من هذا النزاع المستمر، وتحقيق السلام الذي من شأنه أن يعود بالفائدة على شعوب المنطقة ككل.