أخبار العالمسياسةمجتمع

المغرب والصين: تكامل استراتيجي بين مبادرات الملك محمد السادس ومبادرة “الحزام والطريق”

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، على التكامل بين المبادرات الاستراتيجية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس تجاه الدول الإفريقية-الأطلسية ومبادرة “الحزام والطريق” الصينية. جاء ذلك خلال افتتاح الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني الذي انعقد اليوم الخميس في بكين.

أشار بوريطة إلى أن الأوراش الجارية في المغرب تتكامل بشكل مثالي مع مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، بوصفها مشروعًا استراتيجيًا متعدد الأبعاد، يهدف إلى تعزيز الروابط الاقتصادية والتنموية بين الدول المشاركة. وأكد أن المغرب يظل ملتزمًا بمنتدى التعاون العربي-الصيني انطلاقًا من أسس الصداقة العريقة التي تجمعه بجمهورية الصين الشعبية، والتي يرعاها قادة البلدين، جلالة الملك محمد السادس والرئيس شي جين بينغ.

وأوضح الوزير أن الشراكة الاستراتيجية التي تأسست بين المغرب والصين بعد زيارة الملك محمد السادس إلى بكين في مايو 2016، قد أثمرت عن نتائج ملموسة، حيث تضاعف حجم الاستثمار الصيني في المغرب خمس مرات بين عامي 2016 و2023، كما تضاعف حجم التبادل التجاري بين البلدين، مما جعل الصين الشريك الأول للمملكة على مستوى آسيا.

وتحدث بوريطة بفخر عن التطور المستمر للعلاقات المغربية الصينية، معربًا عن طموحه لتوسيع آفاق هذه العلاقات لتشمل مجالات جديدة ذات قيمة مضافة. وأبرز مشروع إنشاء المدينة الصناعية الذكية “مدينة محمد السادس طنجة تيك” كمثال رائد يسير تنفيذه بنجاح.

وأشار الوزير أيضًا إلى التعاون المثمر بين المغرب والصين خلال جائحة كورونا، والذي أثمر عن إنشاء وحدة لتعبئة وتصنيع لقاح كوفيد-19 في المغرب بالتعاون مع شركة Sinopharm الصينية. وأشاد بالإنجازات التي حققها منتدى التعاون العربي الصيني منذ تأسيسه في عام 2004، مؤكدًا على أهمية تعزيز هذه الإنجازات لتظل الشراكة بين الدول العربية والصين نموذجًا للتضامن الفعلي والتوافق العملي.

وأعرب بوريطة عن تجديد المغرب التزامه بسياسة الصين الواحدة، مشددًا على موقف المغرب المبدئي والواضح بهذا الشأن. وخلص إلى أن منتدى التعاون العربي الصيني يعكس الإرادة المشتركة لبناء شراكة مستدامة وفعالة، تسعى لإرساء نظام عالمي أكثر توازنًا ومتعدد الأقطاب، مع التركيز على التعاون لمواجهة تحديات الأمن والسلم والتنمية.

أعرب الوزير عن أمله في استمرار التعاون بين الدول العربية والصين في مسار ناجح، مفعم بالطموح والتطلع نحو المستقبل، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز العلاقات الثنائية والتعاون المثمر بين الجانبين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى