” المغرب في مواجهة تحديات كأس العالم 2030 الرهانات الاقتصادية وفرص التنمية ” محور ملتقى دولي بالدار البيضاء

نظمت مجموعة HECI بشراكة مع عدد من الجامعات والمدارس والمختبرات والمجلات العلمية المرموقة، ملتقى دولياً يوم الثلاثاء 25 فبراير 2025 بمقرها في مدينة الدار البيضاء،. وهو الملتقى الذي عرف مشاركة نخبة من الأساتذة الجامعيين والخبراء وصناع القرار والمهنيين، ناقشوا أبرز التأثيرات الاقتصادية المرتقبة لكأس العالم، كما عملوا ورصد أفضل الاستراتيجيات لتعزيز الفوائد المرجوة منه.
وفي مستهل هذه الندوة ، أكد عثمان القباج، الرئيس المنتدب لمجموعة HECI Business School، أن كأس العالم 2030 يشكل فرصة غير مسبوقة لدفع عجلة الاقتصاد المغربي وتحديث بنيته التحتية، مشددًا على أهمية التنسيق بين القطاعين العام والخاص من أجل تحويل هذه التحديات إلى رافعات للتنمية المستدامة. وأضاف قائلاً: “من خلال هذا الحدث العالمي، لدينا فرصة لتسجيل بلدنا، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في دينامية نمو مستدامة وشاملة”.
من جهتها، أشارت أميمة بوشعنين، الصحفية والمستشارة في مجال التواصل، إلى أن التأثير الإيجابي لهذا الحدث لا يقتصر فقط على الجانب الاقتصادي، بل يمتد إلى صورة المغرب على الساحة الدولية، مبرزة أن المملكة تستخدم اليوم كرة القدم كأداة قوية للدبلوماسية الثقافية لتعزيز جاذبيتها عالميًا. وأضافت: “تُحفّز الفعاليات الرياضية الكبرى الاستثمار في البنية التحتية، وتساهم في ازدهار السياحة، وتشجع نمو القطاع الخاص”، مشيرةً إلى أن المغرب نجح في استثمار نجاحه عام 2022 بدمج كرة القدم في استراتيجيته الدبلوماسية، لا سيما من خلال إنشاء مؤسسات مثل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم ومتحف كرة القدم المغربي.
وفي ذات السياق، أكد الدكتور بدر الزاهر الأزرق أن ترجيح خيار التنظيم المشترك والشراكة مع القطاع الخاص يٌعد صمام أمان يعزز فرص نجاح التنظيم، كما أكد أنه هذا الحدث سيشكل فرصة حقيقة لاختصار الزمن التنموي وتجاوز الخلل الاقتصادي البنيوي، كما قد يفتح أمام الاقتصاد المغربي أبواب ولوج نادي الدول الصاعدة.
أما سناء وعزيز، المستشارة في الاستراتيجية والحوكمة والتحول، ومؤسسة شركة AT-NAS Conseil، فقد أكدت أن اعتماد حوكمة حديثة ووضع سياسات اقتصادية مدروسة يعدان أمرين أساسيين لضمان نجاح تنظيم هذا الحدث العالمي، مشددة على أهمية الحوار بين صناع القرار والفاعلين الاقتصاديين باعتباره مفتاحًا لتحقيق نجاح مشترك. كما أكدت على ضرورة اتباع نهج استباقي لدعم الشركات المشاركة في تنظيم كأس العالم، معتبرة أن التناغم بين السياسات العامة والمبادرات الخاصة سيمكن من مواجهة التحديات التنظيمية وتأمين التأثير الإيجابي على سوق العمل.
من جهة أخر أكد الدكتور كريم بنجلون، خبير في التواصل والتدبير على دور التسويق الترابي في تحقيق الأهداف الاقتصادية والتنموية لتنظيم كأس العالم، داعيا إلى ضرورة تحديد أدوار الفاعل الترابي في هذا الصدد وعدم الاكتفاء باستراتيجيات مركزية قد تفوت الفرص على الجهات المعنية بتنظيم كأس العالم.
جدير بالذكر أن هذه الندوة حظيت أيضًا بدعم مؤسسات أكاديمية ومهنية، مثل جامعة شعيب الدكالي، والمدرسة العليا للتكنولوجيا بسيدي بنور، والمجلس الجهوي للسياحة للجهة الشرقية، إلى جانب شركاء آخرين.
وقد هدف هذا الحدث، الذي جمع خبراء من مختلف التخصصات، إلى تقديم توصيات عملية لجعل كأس العالم 2030 رافعة حقيقية للنمو الاقتصادي والاجتماعي في المغرب، مما يعزز جاذبيته وإشعاعه على المستوى الدولي.