سياسة

الشبيبات الحزبية.. صحوة أم سبات؟

مصطفى السباعي

في الوقت الذي تواصل فيه الشبيبة التجمعية بسط حضورها القوي عبر ربوع المملكة من خلال مبادرات ميدانية وأنشطة نوعية تستجيب لانتظارات الشباب، يلوح سؤال جوهري في الأفق: أين اختفت باقي الشبيبات الحزبية؟ وهل استبدلت هذه الأخيرة العمل الميداني بالبكاء على الأطلال والتذمر عبر الشاشات؟

الشبيبة التجمعية لم تكتفِ بالشعارات، بل اختارت طريق الفعل والتأثير، من خلال ورشات التأطير والبرامج التكوينية التي لامست فعليًا حاجيات الشباب.

هذه الدينامية جعلت منها نموذجًا يفرض نفسه على الساحة، بينما تكتفي شبيبات حزبية أخرى بالتفرج أو الانشغال بنقد لا يترجم إلى فعل.

المؤسف أن بعض هذه التنظيمات الشبابية اختزلت دورها في التنظير داخل المكاتب أو في التراشق الكلامي على مواقع التواصل، في وقت يطلب فيه الشباب حضورًا فعليًا وبدائل واقعية.

فهل غاب عنها أن العمل السياسي لا يُختزل في الخطب والتغريدات، بل في النزول إلى الميدان، والاستماع للناس، وصناعة الحلول؟ الرهان اليوم لم يعد يحتمل الانتظار.

فالشباب المغربي بحاجة إلى من يأخذ بيده، يفتح له آفاقًا جديدة، ويعزز ثقته في العمل السياسي والمؤسسات.

وهذا يتطلب من جميع الشبيبات، دون استثناء، الخروج من منطق التبرير والشكوى، نحو دينامية تُعيد لها دورها التاريخي كمحرك أساسي في المشهد الحزبي.

لقد آن الأوان لتغادر الشبيبات الحزبية مربع الارتباك والفرجة، وتلتحق بمسار التأطير والمبادرة، فالمنافسة الحقيقية لا تُربح بالكلمات، بل بالفعل والتأثير. والميدان يظل الفيصل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى