اقتصاد بلادي

السعدي يؤكد على دور التكوين المهني في حماية إرث الصناعة التقليدية

أكد لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب المنعقدة أمس الإثنين، على ضرورة تعزيز دور التكوين المهني كوسيلة أساسية للحفاظ على مهن الصناعة التقليدية المهددة بالاندثار.

وأوضح السعدي أن عدداً من الحرف التقليدية تواجه خطر الزوال، وإذا لم تُبذل الجهود الكافية لحمايتها، فإنها قد تختفي، وهو أمر غير مقبول، باعتبار أن هذه المهن تمثل إرثاً ثقافياً غنياً وتاريخياً يُعتز به أمام العالم. وأشار إلى أن التكوين المهني أصبح الخيار الوحيد للحفاظ على هذا التراث، خاصة مع منع تشغيل الأطفال، الذي كان في السابق وسيلة لتعلم الحرف داخل الورش العائلية.

وأضاف أن المغرب راكم تجربة مهمة في هذا المجال، حيث يتوفر حالياً على أكثر من 69 معهداً ومركزاً للتكوين المهني، تقدم تكوينات متخصصة في أكثر من 60 حرفة. وأشار إلى أن ظروف اشتغال المكونين لم تكن في المستوى المطلوب، مما استدعى رفع التعويضات الممنوحة لهم من 65 درهماً للساعة (بحد أقصى 60 ساعة في الشهر)، إلى 130 درهماً، أي ما يعادل انتقالاً من 3000 درهم إلى أزيد من 7800 درهم شهرياً.

كما كشف السعدي أن خارطة الطريق الجديدة للتشغيل تهدف إلى رفع عدد المستفيدين من التكوين بالتدرج من 25 ألف إلى أكثر من 100 ألف مستفيد، مع تخصيص حصة مهمة لحرف الصناعة التقليدية، مبرزاً أن نسبة الإدماج في سوق الشغل تفوق 80%، وهو مؤشر مشجع على نجاح هذه الجهود.

وفي السياق نفسه، أشار إلى أهمية برنامج “الكنوز الحرفية”، الذي أتاح إحصاء أكثر من 32 حرفة مهددة بالانقراض، حيث يتم استهدافها حالياً بالتكوين، مع التخطيط لإضافة عشرة معلمين جدد في كل مهنة في أفق السنة المقبلة، بهدف ضمان استمرارية هذه الحرف وتوارثها عبر الأجيال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى