الجزائر “وجعها راسها” وباريس تدعم الحكم الذاتي بالصحراء تحت سيادة المغرب

عادت الجزائر لتثير الجدل من جديد حول قضية الصحراء المغربية، حيث استنكرت بشدة الدعم الفرنسي لمغربية الصحراء، وذلك من خلال تأييد باريس لمقترح الحكم الذاتي كحل للنزاع. في بيان صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية اليوم الخميس، عبرت الجزائر عن استيائها البالغ من قرار الحكومة الفرنسية ووصفته بأنه “غير متوقع وغير موفق وغير مجدي”.

وأشارت الجزائر في بيانها إلى أنها ستتحمل كافة النتائج التي ستنجم عن هذا القرار، محملة الحكومة الفرنسية المسؤولية الكاملة عنه. جاءت هذه التصريحات بعد أن أكدت فرنسا مجددًا موقفها الداعم لمغربية الصحراء، حيث قال وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، أثناء زيارته للمغرب في فبراير الماضي، إن بلاده تعتبر مقترح الحكم الذاتي حلاً عادلاً ودائمًا، وكان موقفها ثابتًا منذ عام 2007.

وقد أثارت تصريحات المسؤولين الفرنسيين حفيظة الجزائر، خاصة بعد أن أعربت باريس في أبريل الماضي عن استعدادها لدعم الاستثمارات في الأقاليم الجنوبية للمغرب. وزير التجارة الخارجية الفرنسي، فرانك ريستر، أشاد بجهود المغرب في جذب الاستثمارات، خاصة في مجال الطاقة المتجددة، وهو ما أثار استياء الجزائر.

وقد أعلن ريستر عن إمكانية مساهمة شركة “بروباركو”، التابعة لوكالة التنمية الفرنسية (AFD)، في تمويل مشروع خط الجهد العالي بين الداخلة والدار البيضاء، مما يعكس استعداد فرنسا لتعزيز تعاونها مع المغرب في هذه المنطقة.

تأتي هذه الخطوة الفرنسية في سياق دعم مستمر لموقف المغرب بشأن الصحراء، والذي يعتبر قضية حيوية للوحدة الترابية للمملكة. وفي ظل هذه التطورات، يظل التوتر بين الجزائر وفرنسا في تزايد، حيث تعتبر الجزائر أن الموقف الفرنسي يشكل تحديًا لمصالحها في المنطقة.

تواصل الجزائر انتقاداتها لفرنسا، مع تأكيدها على أنها ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لمواجهة ما تعتبره تدخلاً في شؤونها الداخلية ودعمًا لموقف المغرب في النزاع الصحراوي. بينما تسعى باريس إلى تعزيز علاقاتها مع المغرب من خلال دعم مقترح الحكم الذاتي واستثماراتها في المنطقة، مما يزيد من تعقيد المشهد الدبلوماسي في المنطقة المغاربية.