سياسة

التجمع الوطني للأحرار يطلق أول جامعة حزبية

م.السلامي/بلادي24

في خطوة تاريخية غير مسبوقة على الساحة السياسية المغربية، أطلق حزب التجمع الوطني للأحرار أول جامعة حزبية من نوعها بالمملكة، وذلك تحت إشراف مباشر من رئيس الحزب السيد عزيز أخنوش، وفي انسجام تام مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، التي تحث على تثمين الكفاءات الوطنية وتعزيز أدوار النخب في التنمية الشاملة.

تم تنظيم اللقاء التأسيسي لهذا المشروع الواعد داخل غرفة الفلاحة بجهة سوس ماسة، بحضور قيادات الحزب الجهوية، أعضاء الشبيبة، المتعاطفين، وعدد من الأساتذة الجامعيين الذين تم اختيارهم لتشكيل النواة الأولى للجامعة، في إطار شبكة وطنية متخصصة تُعرف بـ”شبكة الأساتذة الجامعيين لحزب التجمع الوطني للأحرار”.

تهدف هذه الجامعة الحزبية إلى خلق فضاء أكاديمي فكري يربط المجال السياسي بالأكاديمي، ويعزز مساهمة الكفاءات الجامعية في المشهد الحزبي، من خلال الاشتغال على مجالات التكوين، البحث، والابتكار في قضايا السياسة، الاقتصاد، والاجتماع. كما تشكل خلية تفكير استراتيجي تسهم في صناعة القرار العمومي وتدبير الشأن العام على أسس علمية حديثة.

في تصريح خص به جريدة بلادي 24، أكد الأستاذ مرناري بوشعيب، الكاتب العام لشبكة الأساتذة الجامعيين لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن تأسيس هذه الجامعة يشكل نقلة نوعية في العلاقة بين العمل السياسي والمجال الأكاديمي، مشيرًا إلى أنها ستتيح للأساتذة الجامعيين الإسهام بفعالية في إنتاج الأفكار وتطوير المشاريع التي تخدم الوطن وتواكب طموحات الحزب. كما أبرز أن الشبكة ستمكن من استثمار الكفاءات الجامعية في بلورة سياسات عمومية واقعية، مبنية على البحث العلمي والتجربة الميدانية، مشددًا على أن الهدف يتجاوز اللقاءات العلمية إلى تكوين نخب أكاديمية قادرة على التأثير في الواقع المغربي من خلال مقاربة استراتيجية متكاملة بين الجهوية والوطنية.

من جانبه، صرح كريم أشنكلي، رئيس جهة سوس ماسة، أن الجامعة الحزبية سيكون لها دور كبير من خلال الأساتذة الجامعيين في تأطير التفكير الجماعي وصناعة القرار، مؤكداً أن قوة الحزب تتجلى في قوة هيئاته الموازية والسوسيو-مهنية، التي تلعب دورًا أساسيًا في دعم الدينامية السياسية والتنموية.

الدكتور عزيز بنضو، رئيس جامعة ابن زهر، نوه بالتقاطع بين المشروع الأكاديمي الجديد ورؤية الجامعة، قائلاً إن الجامعة في تطور دائم، وهي في تناغم مع هذه المبادرات التي تضع الأستاذ الجامعي في قلب التحول الجهوي، مضيفًا أن دور الجامعة يمتد إلى التكوين، الابتكار، والبحث العلمي، بما يخدم التنمية الجهوية تحت إشراف كفاءات مؤهلة.

من جانبه، صرح عبد الله بولغماير، نائب رئيس مجلس جماعة أكادير، أن هذا المشروع يشكل إضافة نوعية لمواكبة الدينامية الكبرى التي تعرفها جهة سوس ماسة وأكادير على وجه الخصوص، بهدف إرساء حقل للذكاء الجماعي. وأكد بولغماير على انفتاح جماعة أكادير على الجامعة من خلال برامج مشتركة، مشددًا على أن هذه الشبكة ذات أهمية كبرى وتتوافق مع أهداف حزب التجمع الوطني للأحرار على المستوى الجهوي والوطني، داعيًا إلى التشبث بهذا المشروع وتسويقه إعلاميًا عبر تواصل دائم مع مختلف الفاعلين.

تسعى الجامعة الحزبية لأن تكون خزانًا وطنيًا للخبرات الجامعية، حيث سيتم توظيف التجارب الأكاديمية لتطوير السياسات العمومية وصناعة تصورات مبنية على معطيات علمية. وقد استفادت الجامعة من البرنامج الحكومي عبر شراكات استراتيجية مع مؤسسات أكاديمية ومهنية، تواكب توجهات المغرب في الرقمنة، الذكاء الاصطناعي، والابتكار، في انسجام تام مع الرؤية الملكية.

بهذه الخطوة الطموحة، يؤسس حزب التجمع الوطني للأحرار لمسار جديد يدمج بين المعرفة الأكاديمية والعمل السياسي، بما يعزز من موقعه كحزب حداثي يستثمر في العقول قبل الأدوات، ويؤمن بأن المعرفة رافعة أساسية لبناء مغرب الغد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى