الملتقى الدولي بأكادير.. غابت الاستثمارات وحضرت الفوضى

شهدت مدينة أكادير تنظيم “الملتقى الدولي للصناعة والخدمات سوس ماسة في دورته الاولى ”، الذي كان من المرتقب أن يشكل محطة مهمة للتعريف بمؤهلات الجهة وجذب الاستثمارات الوطنية والدولية، غير أن ما جرى على أرض الواقع أظهر عكس ذلك، بعدما طغت عليه مظاهر سوء التنظيم والارتباك الكبير في تدبير فقراته.

فمنذ الساعات الأولى لانطلاق فعاليات الملتقى، لاحظ المهتمون غيابًا لافتًا لعدد من الوزراء الذين كان يُنتظر حضورهم ويرجع عدم حضور الوزيرين حسب مصادر مطلعة لالتزامات مهنية وهو ما خلف استياءً واضحًا لدى عدد من العارضين، خصوصًا ان العارضين الذين أكدوا أن مشاركتهم كانت بناءً على وعود بلقاءات رسمية رفيعة المستوى.
هذا الغياب لم يكن وحده مثير للجدل، بل زاده سوء التنظيم والتواصل مع وسائل الإعلام الجهوية والمحلية، حيث لم يتم تخصيص فضاء ملائم للصحافة، ما جعل تغطية الملتقى محدودة وغير متناسبة مع حجمه المُفترض.
كما طُلب من بعض المستثمرين الأجانب انتظار فتح أبواب الزيارة بدعوى أنهم “مجرد زوار”، ما أثار استغرابهم وطرح علامات استفهام حول مدى جدية التعامل مع الضيوف الأجانب.

وفوجئ الوفد الرسمي بعدم جاهزية قاعة الندوات خلال موعد الجلسة الافتتاحية، ما اضطرهم إلى القيام بجولة داخل الأروقة، في مشهد يعكس ارتجالية واضحة في التنظيم، وهو ما انعكس أيضًا على سير باقي فقرات البرنامج. هذا دون أن ننسى الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي أثناء إلقاء كلمات رسمية، مما أساء إلى صورة الملتقى.

كما أثار غياب والي جهة سوس ماسة عن إلقاء كلمته في الجلسة الافتتاحية، رغم برمجتها في البرنامج الرسمي، الكثير من التساؤلات حول خلفيات هذا القرار، وما إذا كان الأمر يتعلق بسوء تنسيق أو تحفظ رسمي على مضمون الملتقى.
ولعل أبرز ما ميز هذه الدورة هو “غياب البُعد الدولي”، حيث جاءت المشاركات محدودة، سواء من حيث عدد الدول أو تنوع الفاعلين الاقتصاديين الأجانب، ما جعل النسخة الحالية فاقدة لهويتها الدولية، وبدت أقرب إلى لقاء محلي بطابع متواضع.

ويبقى السؤال الجوهري المطروح: ما القيمة المضافة الحقيقية لهذا الملتقى للجهة من الناحية الاستثمارية؟ وهل ستُستخلص الدروس من هذه النسخة لتفادي تكرار نفس الأخطاء مستقبلاً؟
الجهة اليوم في حاجة إلى تظاهرات استثمارية بحجم طموحاتها، ولكن على أسس احترافية واستراتيجية واضحة، لا على وقع الارتجال والوعود غير المحققة.
شاهد الفيديو :