مجتمع

أكادير نحو استثمارات في أفران النفايات والطاقة الخضراء

رشيد فسيح/بلادي24

في ظل توجه المملكة المغربية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخفض بصمة الكربون، تبرز تساؤلات حول إمكانية تبني مدينة أكادير لاستثمارات متقدمة في مجال أفران حرق النفايات وإنتاج الطاقة الخضراء. هذا الموضوع أصبح ملحًا مع الجهود الوطنية لتطوير آليات حديثة لجمع ونقل ومعالجة النفايات، وتوجه المغرب نحو الاقتصاد الأخضر.

شهد اليوم الثاني من ورشة العمل حول المقاربات المستدامة للاقتصاد الأخضر تقديم عروض قيمة، أبرزها تجربة كوريا الجنوبية الرائدة في مجال حرق النفايات المنزلية لإنتاج الطاقة الخضراء. تُعد العاصمة سيول نموذجًا ناجحًا في هذا المجال، حيث عانت في السابق من تحديات بيئية كبيرة نتيجة التخلص العشوائي من النفايات، سواء بالدفن أو الحرق في الهواء الطلق. ومع بدء تطبيق سياسات صارمة في التسعينيات، تمكنت كوريا الجنوبية من تحقيق تحول نوعي في إدارة النفايات.

اعتمدت كوريا على نظام الرسوم على النفايات منذ عام 1995، الذي يلزم المستهلكين بدفع رسوم تتناسب مع كمية النفايات التي ينتجونها. كما تم فرض استخدام أكياس مخصصة للنفايات المنزلية وفرزها إلى مواد قابلة لإعادة التدوير، نفايات عامة، وأخرى عضوية. أسهمت هذه الإجراءات في تحقيق نسبة إعادة تدوير تجاوزت 60%، مما جعل كوريا الجنوبية واحدة من الدول الرائدة عالميًا في هذا المجال.

قدم المهندس المغربي عبدالمجيد بنيس، مستشار هيئة الأمم المتحدة للبيئة والتنمية المستدامة، عرضًا سلط فيه الضوء على الخطوات التي يمكن للمغرب اتباعها لتبني نموذج مشابه. وأكد على أهمية مراجعة الإطار القانوني لتنظيم هذا القطاع، مع فتح المجال للقطاع الخاص للاستثمار فيه. وأبرز بنيس دور هذا النهج في تقليل التلوث، تحسين إدارة النفايات، وتخفيف العبء على ميزانية الدولة.

تميزت الورشة أيضًا بزيارة ميدانية للمطرح المراقب بتاملاست، حيث اطلع الوفد الكوري على طرق تدبير النفايات في أكادير. تم تقديم شروحات حول آليات دفن النفايات، جمع عصارتها، والتعامل مع الغازات الحيوية. كما زار المشاركون المطرح القديم، الذي أُعيد تأهيله ليصبح فضاءً أخضر بعد إغلاقه نهائيًا عام 2008.

تشكل هذه الورشة محطة هامة لدراسة إمكانيات أكادير لتبني استثمارات في أفران حرق النفايات، بما يعزز موقع المغرب كرائد إقليمي في الاقتصاد الأخضر. مع التزام المملكة بأهداف التنمية المستدامة، يمكن أن تمثل هذه المبادرات خطوة كبيرة نحو تقليل الأثر البيئي للنفايات وتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى