دعم بريطاني رسمي لمغربية الصحراء: خطوة تاريخية تعزز الدينامية الدولية

أعلنت المملكة المتحدة، بشكل رسمي، دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لحل نزاع الصحراء، معتبرة إياها “الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق” لتسوية النزاع، في موقف وُصف من الجانب المغربي بأنه “تطور مهم وتاريخي”، يحمل أبعادًا استراتيجية تتجاوز الجانب السياسي.
جاء ذلك خلال ندوة صحفية مشتركة جمعت وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بنظيره البريطاني ديفيد لامي، الأحد 1 يونيو 2025 بالرباط، عقب انعقاد الدورة الخامسة للحوار الاستراتيجي بين المغرب والمملكة المتحدة.
وأكد بوريطة أن انضمام لندن إلى مجموعة “أصدقاء الأمين العام حول الصحراء”، التي تضم الولايات المتحدة، فرنسا، وإسبانيا، يمثل تحولا نوعيا في مسار النزاع، ويعزز الدينامية الدولية الداعمة للمبادرة المغربية. كما أشار إلى أن هذا الموقف من شأنه تسريع جهود التوصل إلى حل نهائي تحت سيادة المغرب.
وأضاف وزير الخارجية المغربي أن الشراكة مع المملكة المتحدة دخلت مرحلة جديدة، تتجاوز الجوانب السياسية إلى آفاق أوسع من التعاون الاقتصادي والأمني، بما يتماشى مع المصالح المشتركة للبلدين واستقرار منطقة شمال إفريقيا.
وفي السياق نفسه، اعتبر رشيد لزرق، رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث، أن الدعم البريطاني يُمثل اختراقًا دبلوماسيًا في جدار المواقف الأوروبية، ويضع ضغوطًا متزايدة على المجتمع الدولي لإعادة تقييم مواقفه من النزاع الذي طال أمده. وأكد أن الخطوة البريطانية تعكس تنامي القناعة الدولية بجدية المقاربة المغربية وواقعيتها.
البيان المشترك الصادر عن اللقاء أوضح أن المملكة المتحدة ستواصل دعم جهود التسوية على المستويين الثنائي والدولي، بما في ذلك تقديم دعم فعّال للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، والتعاون مع الأطراف المعنية.
كما تضمن البيان إشارات واضحة إلى دعم اقتصادي محتمل للمناطق الجنوبية للمملكة، حيث أبدت “الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات” استعدادها للنظر في تمويل مشاريع استثمارية في الصحراء المغربية، ضمن التزامها برصد 5 مليارات جنيه إسترليني لدعم المشاريع الجديدة بالمغرب.
وشدد البيان على أهمية تسوية النزاع في تعزيز الاستقرار الإقليمي وتفعيل الاندماج المغاربي، إلى جانب تطوير الشراكة الثنائية بين الرباط ولندن، خاصة في ضوء موقع المغرب كبوابة استراتيجية نحو إفريقيا.
الموقف البريطاني الجديد يُعد مكسبًا دبلوماسيًا جديدًا للمغرب داخل مجلس الأمن الدولي، بالنظر إلى عضوية لندن الدائمة، ويكرّس التقدّم الذي تحققه الرباط على الساحة الدولية في قضية الصحراء، وسط تقارير سياسية متواترة تؤكد اقتراب الحسم النهائي لهذا الملف المزمن