جهات بلاديفن و ثقافةمجتمع

مهرجان تيميتار 2024 يختتم فعالياته وسط متابعة حفل ختام ناهز حضور 200 ألف شخص

م.السلامي/بلادي24

أسدل الستار بمدينة أكادير، عاصمة الثقافة الأمازيغية، في الساعات الأولى من صباح الأحد 7 يوليو الجاري، على فعاليات الدورة التاسعة عشرة لمهرجان تيميتار…علامات وثقافة، المنظمة تحت الرعاية الملكية السّامية لصاحب الجلالة الملك محمّد السادس نصره الله. انطلق المهرجان يوم الخميس الماضي، بمشاركة 350 فنانا في 40 حفلة موسيقية تابعها نحو 200 ألف شخص، وفق إفادات المنظمين.

واختتمت مجموعة أودادن الأمازيغية حفلات تيميتار على ركح منصة الأمل بحضور جماهيري قياسي امتلأت عن آخره أكبر ساحة للحفلات بالمدينة. ضاق شارعا محمد الخامس والحسن الثاني بالجماهير التي حجت لمتابعة ختام سهرات تيميتار التي توزعت بين منصة مسرح الهواء الطلق ومنصة بيجوان على كورنيش المدينة، في حفلات غنائية امتازت بتنوع موسيقي يحتفي بموسيقى العالم، عبر توليفة فنّية تمزج بين فن الرّاي، والجاز، والبوب، والفيزيون، إلى جانب الموسيقى الإلكترونية والإفريقية.

ووفق المنظمين، فقد حظيت دورة 2024 التي ترعاها جمعية مهرجان تيميتار بنفحة استعراضية فنية وجمالية احتفت بالتّنوّع الثّقافي وتعدّد النّغمات الذي تزخر به بلادنا وسوس عموما. ظلت هذه الدورة وفيّة لشعارها الدائم: “الفنّانون الأمازيغ يرحبون بموسيقى العالم”، وهو شعار يبرز من خلال برمجة تستضيف فنانين مرموقين من جميع أنحاء العالم، غايتهم تقاسم شغف وهوس موسيقي مع الفنانين الأمازيغ وجمهور أكادير الكبير.

توزعت فقرات حفلات تيميتار على ركح الخشبات الثلاث بين الموسيقى الأمازيغية التي تصدرت نسبة المشاركة بنحو 50%، وفق إفادات إبراهيم المزند المدير الفني للمهرجان. استضاف المهرجان كل من الفنّان حميد إنرزاف، وأودادن، وفرق أحواش من تالوين، وطاطا وإمينتانوت، إلى جانب موسيقى الجيل الجديد الذي تتصدّره الفنانة فاطمة تاشتوكت، وكريم لجواد، وجوبانتوجا، وتاسوتا نيمال، وميتيورإيرلاينز ورباب فيزيون، بينما شهدت منصة الهواء الطلق تكريمات رمزية لفنّ الرّوايس من أجل تذوّق الشّعر والتراث الأمازيغي في أصالته.

شكلت دورة 2024 في مهرجان تيميتار، مناسبة للشّباب المحبّ للفيزيون والبوب العربي، حيث استمتعوا بأداء فايا يونان، وحمزة نمرة، وأبو، ودوزي، زكرياء غافولي، وحصبة غروف، والفنانة “أوم” التي تشرفت بتقديم ألبومها الجديد بعنوان “داكشي” إهداء لجمهور تيميتار النّهم للفن والجمال.

عكست منصة تيميتار التعدد الثقافي لإفريقيا من خلال رحلة مفعمة باهتزازات ترتشف من عمق إفريقيا مع فرقة الأمازون الأفريقيات وأوركسترا سيزاريا إيفورا التي كرمت رمزيا الأسطورة سيزاريا إيفورا، بحضور الفنانين إلدا ألمايدا، وسيزاني وتوفيليو شانتر، بالإضافة إلى كيل أسوف، وعماد عليبي، وجاستن آدمز، بمعية العاشق للتراث الأمازيغي علي عمران.

أما عشاق الجاز والسّول، فقد استمتعوا بسمر فني جمع جمال الدين تاكوما عازف الجيتارة البارع من فيلادلفيا، بالفنّان الموهوب مهدي قاموم من أكادير، بمعية سعيد أوزوس في عمل موسيقي يمزج بين الجاز، والفانك، آر أند بي بطعم سوسي عالمي.

لفنّ الرّاب حضور وازن في دورة 2024، حيث سلط مهرجان تيميتار الضّوء على اثنين من مبدعي ومجدّدي الرّاب في سوس: دادّا مغنّي الرّاب ابن أكادير الذي يمزج بين الدارجة الأمازيغية والإنجليزية، وديستانكت الفنّان المعاصر العالمي.

استضافت منصات تيميتار موسيقى إلكترونية عالمية أحيى عروضها الفنّان دي جي عوماري، ودي جي مكا، وديب سول، وإن دي آر كي ودي جي فلافا، ترافقهم عروض بصرية متحرّكة من فن الفيدجي كالفنّان كلامور والفنّان راديم.

أقيم مهرجان تيميتار لعام 2024 في ثلاث منصات رمزية بمدينة أكادير، منها منصة ساحة الأمل، وساحة بيجاوان، ومسرح الهواء الطلق، كلّ منها تعكس أسلوبا فنّيا يستهدف جمهورا نوعيا لملامسة كلّ الأذواق بإشباع فنّي متنوّع.

يبقى استمرار مهرجان تيميتار على مدى تسعة عشرة سنة أكثر من مجرّد احتفال موسيقي، بل صار موعدا ثقافيا تلتقي فيه التّقاليد بالحداثة، والأصوات المحلية بالدولية لترسم توليفة فنية تتلاقح فقط في أكادير عاصمة الثّقافة الأمازيغية، وهي تجربة مهداة لجمهور المهرجان.

تأسس مهرجان تيميتار سنة 2004، ويعدّ اليوم من بين أفضل 25 مهرجانًا في العالم، فصار موعدًا لا غنى عنه في السّاحة الموسيقية المغربية، حيث يجذب آلاف المحتفلين من جميع أنحاء العالم لتذوّق تنوّع موسيقيّ مغربية ودولية كل سنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى