دة. حنان أتركين ..“عام الإنجازات والتحديات”

مع اقتراب نهاية العام، تتجدد عادة مراجعة الحصيلة السنوية، وهي ممارسة أصبحت جزءاً من ثقافتنا الفردية والمؤسساتية. في هذا الوقت، نعود بذاكرتنا إلى ما تحقق وما لم يتحقق، إلى اللحظات المضيئة التي أفرحتنا، وإلى تلك التي خيبت آمالنا. إنها فرصة للتفكير في النجاحات التي تكللت بالتوفيق، وفي الإخفاقات التي واجهتنا، أو في المشاريع التي تأجلت إلى ظروف أخرى.
هذه الممارسة، التي استلهمناها من تقاليد القطاع الخاص، تتطلب منا دقة في تقييم ما تم إنجازه ومدى قربنا أو بعدنا عن تحقيق الأهداف. إنه تمرين عسير لأنه يرتبط بذاكرة الفرد أو المؤسسة، وبمقاومة النسيان، وفي بعض الأحيان بتقديم الحساب وتحمل المسؤولية. وفي سياقات أخرى، قد يكون الأمر مرتبطاً بالترويج والتسويق لما تم تحقيقه، أو فتح آفاق جديدة للمستقبل.
مع نهاية كل عام، يطرح كل منا سؤالاً: ما الذي ميز هذه السنة؟ الإجابة تختلف حسب اهتمامات كل شخص أو مؤسسة. فالبعض يختزل العام في حدث واحد، كما فعل أجدادنا عندما أطلقوا أسماء على سنوات معينة مثل “عام الجوع” أو “عام الماريكان”، وهي تسميات وثقها مؤرخون كعبد الأحد السبتي في أعماله المميزة.
بالنظر إلى العام المنصرم، نجد أن الأحداث التي يمكن أن تشكل عنواناً جامعاً له عديدة. على المستوى الدولي، قد يرى البعض أن أبرز ما ميز السنة هو الأحداث المتلاحقة في الشرق الأوسط، أو ربما الانتخابات الرئاسية الأمريكية وعودة “الترامبية”. أما على المستوى الوطني، فقد تكون الأحداث السياسية هي الأبرز، مثل الاعتراف الفرنسي بسيادة المغرب على صحرائه، أو مراجعة مدونة الأسرة التي أثارت نقاشاً واسعاً، أو حتى الإنجازات الرياضية، كاحتضان المغرب لنهائيات كأس العالم 2030.
تعدد العناوين يعكس زخم الأحداث التي شهدتها بلادنا هذا العام، من السياسة إلى الاقتصاد، ومن القضايا الاجتماعية إلى الرياضة. ورغم وجود تحديات مقلقة لا تزال تتطلب اهتماماً ومواكبة، إلا أن الجانب المضيء من الكأس يحفزنا جميعاً على المثابرة ومواجهة التحديات المقبلة.
نودع عاماً مليئاً بالأحداث والرهانات، ونستقبل عاماً جديداً يحمل في طياته مواعيد وطنية ودولية هامة. وكل عام والجميع بخير، والوطن بألف خير.