تفاصيل إحباط اكثر من 45 ألف محاولة للهجرة السرية خلال 8 أشهر فقط
أعلنت وزارة الداخلية المغربية، أمس الجمعة، عن تمكن السلطات الأمنية من إحباط ما يزيد عن 45 ألف محاولة للهجرة السرية منذ مطلع العام الجاري، مشيرةً إلى أن هذه النتائج جاءت “بفضل مرونة إجراءات مراقبة الحدود والسواحل”. ويأتي هذا التصريح في وقت تتصاعد فيه محاولات الهجرة السرية، خصوصاً في المناطق الشمالية للمملكة.
وبحسب بيان الوزارة، تم تفكيك 177 شبكة إجرامية متخصصة في تهريب المهاجرين، وإنقاذ ما يزيد عن 10 آلاف مهاجر في عرض البحر. وأوضحت الوزارة أن الجهود لم تتوقف عند حد إجهاض المحاولات أو تفكيك الشبكات، بل تم أيضاً التكفل بالناجين من حيث الرعاية الطبية والإيواء وتقديم التوجيهات الضرورية، في إطار ما وصفته بالتدبير الإنساني للحدود.
وأكدت الوزارة أن المغرب يسعى لتعزيز دوره كفاعل إقليمي محوري في مكافحة الهجرة غير النظامية، وهو ما تعكسه الإحصائيات الأخيرة التي تظهر حجم التحديات التي تواجه المملكة. وأرجعت الداخلية المغربية تنامي الضغط على حدود البلاد إلى عدم الاستقرار الذي يسود منطقة الساحل الأفريقي، مما يعزز تدفق المهاجرين إلى شمال أفريقيا، فضلاً عن استغلال شبكات التهريب الإجرامية لسياسات الحماية والاستقبال التي تنتهجها العديد من الدول، وتحويلها لتحقيق مصالحها الخاصة.
وفي هذا السياق، شددت الوزارة على أهمية التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة هذه الظاهرة، معتبرة أن التنسيق بين الدول الشريكة، ولا سيما بلدان غرب أفريقيا وإسبانيا، يعد محورياً لتحقيق مراقبة فعالة للحدود ومنع التدفقات غير القانونية.
من جهة أخرى، حذرت الداخلية المغربية من الدور المتزايد الذي تلعبه شبكات التواصل الاجتماعي في تشجيع الهجرة السرية، خاصة بين فئة الشباب. وطالبت بضرورة تحمل المنصات الرقمية الكبرى مسؤوليتها في إدارة المحتويات التي تروج للهجرة غير النظامية، مشيرة إلى أن بعض الجهات تستغل هذه المنصات لتحقيق أرباح غير مشروعة.
وفي ظل تصاعد محاولات الهجرة عبر السباحة إلى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، خاصة من المناطق الشمالية كالفنيدق والناظور، قامت السلطات المغربية الأسبوع الماضي بتشديد إجراءاتها الأمنية في مواجهة هذه الموجة الجديدة. وتعتبر هذه المنطقة نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط أو المحيط الأطلسي.
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب، بفضل موقعه الجغرافي، كان دائماً نقطة جذب للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى الشواطئ الأوروبية، إلا أن المملكة لم تتوانَ عن تعزيز جهودها في مكافحة هذه الظاهرة التي تشكل تحدياً إنسانياً وأمنياً كبيراً، مؤكدة التزامها بالتعاون الدولي للتصدي لها.