جهات بلاديمجتمع

الدكتور علي أيت كاغو: الأمازيغية ركيزة للعدالة الشاملة

م.السلامي/بلادي24

شهدت مدينة تارودانت حفل تكريم  للدكتور علي أيت كاغو، الرئيس السابق للمحكمة الابتدائية بتارودانت والرئيس الحالي للمحكمة الابتدائية بسطات تزامنا مع الاحتفالات بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975، وقد شكل هذا الحفل فرصة لتسليط الضوء على الجهود المبذولة لتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية في مجال العدالة والتقاضي، حيث أكد الدكتور أيت كاغو أن هذه الجهود تأتي تنفيذاً للقانون التنظيمي رقم 16/26 الصادر في 20 شتنبر 2019.

إدماج الأمازيغية في فضاءات المحاكم

أوضح الدكتور أيت كاغو أن تنزيل الأمازيغية على مستوى المحاكم بدأ بتكييف فضاءاتها مع هذا التوجه الجديد. ففي محكمة تارودانت، على سبيل المثال، تم إعداد لوحات التشوير باللغتين العربية والأمازيغية على واجهات المحكمة وفي مكاتبها الداخلية، ما يسهل على المواطنين الناطقين بالأمازيغية التعامل مع الإجراءات الإدارية.

خدمات بالأمازيغية للمواطنين

أكد الدكتور أن المحاكم تعمل على توفير خدماتها للمواطنين الناطقين بالأمازيغية بشكل سلس. وتشمل هذه الخدمات الإرشاد وتقديم الشكايات والدعاوى المدنية، إضافة إلى خدمات رقمية مثل السجل التجاري والسجل العدلي. وتم إنشاء بنيات استقبال خاصة تسهر على تقديم هذه الخدمات باستخدام اللغة الأمازيغية، مع تسخير موارد بشرية مؤهلة من موظفين وإداريين يتقنون اللغة.

الأمازيغية في الإجراءات القضائية

أشار الدكتور أيت كاغو إلى أن المادة 30 من القانون التنظيمي تضمن الترجمة للأمازيغية في جميع مراحل التقاضي، بما في ذلك البحث والتحري، الاستنطاق، جلسات المحاكمة، والنطق بالأحكام. وأكد أن المحكمة وضعت مخططاً لتوفير مترجمين خلال الجلسات عند الحاجة، إضافة إلى تدريب القضاة على استخدام الأمازيغية، حيث يتقنها حوالي 54% من قضاة محكمة تارودانت.

التعيينات وفق الخصوصيات اللغوية

أبرز الدكتور أيت كاغو أن المجلس الأعلى للسلطة القضائية يحرص على تعيين القضاة وفقاً لخصوصيات المناطق، لضمان التواصل الفعّال مع المواطنين. ففي محكمة تارودانت، 19 قاضياً من أصل 35 يتحدثون الأمازيغية بطلاقة، إلى جانب نسبة 50% من الموظفين. كما تعمل وزارة العدل على تعيين ناطقين بالأمازيغية لضمان جودة الخدمات المقدمة.

العدالة والتعددية اللغوية

اعتبر الدكتور أيت كاغو أن اعتماد اللغة الأمازيغية في القضاء يعكس التزام المغرب بتعزيز التعددية اللغوية والثقافية. وأكد أن هذه الخطوات تسهم في تحقيق عدالة أكثر شمولاً وتلبي احتياجات المواطنين في مختلف مناطق المملكة.

وتجدر الإشارة إلى أن محكمة تارودانت تقدم مثالاً ناجحاً لتنزيل الطابع الرسمي للأمازيغية في قطاع العدالة، مما يعكس رؤية وطنية شاملة تسعى إلى احترام التنوع الثقافي واللغوي في المغرب. ومع استمرار هذه الجهود، تبدو الأمازيغية في طريقها لتصبح جزءاً لا يتجزأ من المنظومة القضائية المغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى