إقصاء الصحافيين من تغطية افتتاح معرض أليوتيس بأكادير

م.السلامي/بلادي24
في خطوة أثارت استياء العديد من الصحافيين المهنيين، قامت الشركة المكلفة بالتواصل مع الإعلام في معرض أليوتيس في دورته السابعة بإقصاء عدد من الصحافيين من تغطية الافتتاح الرسمي للمعرض، في تصرف وصفه العديد من المهنيين بالغير مبرر والمثير للدهشة. ووفقًا لأحد المكلفين بتنظيم المعرض، فقد تم التوضيح أن جميع الصحافيين مدعوون لحضور فعاليات المعرض حتى يوم الخميس علما أن الافتتاح الرسمي لهذه التظاهرة هو اليوم الأربعاء لكن يبقى السؤال الحائر: ما هي المعايير التي تم اعتمادها من طرف الشركة المنظّمة والقائمين على المعرض لاختيار الصحافيين المدعوين، خاصة أن هذه الحادثة تثير تساؤلات حول الشفافية والعدالة في التعامل مع الإعلاميين؟


في هذا السياق، يُلاحظ أن التعامل مع الصحافة المحلية كان محدودًا للغاية، حيث تم تفضيل الإعلام المركزي على حساب الإعلام المحلي الذي يعد جزءًا لا يتجزأ من منظومة الإعلام الوطني. هذا التصرف لا يتماشى مع التوجهات الحديثة التي تركز على إشراك جميع وسائل الإعلام في تغطية الفعاليات الوطنية، ويثير تساؤلات جدية حول دور الإعلام في تسليط الضوء على القضايا التنموية والتجارية التي تعنى بمصالح البلاد.
ما يثير الاستغراب أكثر هو أن القانون المغربي يؤطر جميع المؤسسات الإعلامية في البلاد دون تمييز بين الإعلام المركزي والمحلي، مما يفرض أن يكون الوصول إلى الأحداث الكبرى مثل معارض “أليوتيس” متاحًا لجميع الصحافيين. ومن الملاحظ أن تهميش الإعلام المحلي من شأنه أن يعكس صورة سلبية عن التعامل مع الصحافة في المغرب، حيث يُظهر تركيزًا مبالغًا فيه على العاصمة، في وقت يُفترض فيه تعزيز دور الإعلام المحلي في نقل قضايا المواطنين المحليين والجهويين.
من جانب آخر، يجب أن تسعى الشركات المعنية بالتواصل مع الإعلام إلى بناء علاقة متوازنة مع جميع وسائل الإعلام، مع الالتزام بالمعايير المهنية والشفافية في دعوات التغطية. هذه الحوادث تُظهر حاجة ماسة لتطوير استراتيجيات إعلامية تراعي التنوع الإعلامي في المملكة، وتوفر فرصًا متساوية لجميع الصحافيين بغض النظر عن انتماءاتهم الجغرافية أو المؤسساتية.
إن هذا التصرف الذي يقتصر على الإعلام المركزي ويقصي الإعلام المحلي لا يليق بالمستوى الذي تسعى المملكة المغربية لتحقيقه في مجال الحرية الإعلامية، ولا يتماشى مع تطلعات المملكة لتكون نموذجًا في الشفافية الإعلامية والمهنية. في النهاية، يبقى دور الإعلام في نقل الحقيقة والعمل على تعزيز التفاهم بين جميع شرائح المجتمع، وهو ما يتطلب تعزيز التعاون بين جميع أطراف القطاع الإعلامي، سواء المحلية أو المركزية، لتحقيق إعلام حر وفاعل يخدم مصلحة الوطن والمواطن.