أسر مغربية تُشكّك في جودة التعليم بمدارس خاصة مرتفعة الرسوم

تتزايد موجة الجدل بين أولياء الأمور بالمغرب بشأن جدوى الرسوم الدراسية المرتفعة التي تفرضها بعض المدارس الخاصة، مقابل ما يعتبرونه تراجعًا مقلقًا في جودة التعليم والخدمات الأساسية.
وتتصدر مؤسسات تعليمية بعينها واجهة هذا النقاش، وسط اتهامات بتغليب الربح على حساب المردودية التربوية، في ظل غياب رقابة فعالة ومساءلة شفافة.
في هذا السياق، أثارت مدرسة “لندن أكاديمي – الرباط” ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، إذ أعرب عدد من الآباء عن استيائهم من ما وصفوه بـ”فوضى إدارية”، و”غياب خطة تعليمية واضحة”، بالإضافة إلى “ضعف في الرعاية الصحية والسلامة داخل المؤسسة”.
وشملت الانتقادات كذلك إلزام التلاميذ بأساليب تعليمية غير فعالة، والسماح بسلوكيات غير تربوية، ما دفع البعض إلى التشكيك في مصداقية المؤسسة.
العديد من التقييمات المنشورة على Google وReddit تطرقت إلى ما اعتُبر إخلالًا بمعايير الجودة، من بينها “غياب المعلمين الأجانب الموعودين”، و”اكتظاظ الأقسام”، و”ضعف التأطير التربوي”، فضلًا عن “عدم التجاوب مع شكاوى الأهالي”، في مقابل تركيز الإدارة على تحصيل الرسوم.
كما تحدّثت أسر أخرى عن انسحاب معلمين أكفاء بعد فترات قصيرة، وانتشار مظاهر اللامبالاة مثل مشاهدة التلاميذ للأفلام خلال الحصص الدراسية.
ورغم هذه الصورة السلبية، أشار بعض أولياء الأمور إلى وجود أساتذة مجتهدين داخل المؤسسة، لكنهم رأوا أن المشكل الأساسي يكمن في غياب قيادة تعليمية ذات رؤية واضحة، قادرة على ضبط الجودة وتحقيق التوازن بين المضمون الأكاديمي والخدمات المرافقة.
من جهتهم، يدعو خبراء التربية الأسر إلى عدم الاكتفاء بالوعود التسويقية عند اختيار المدرسة، بل التأكد ميدانيًا من البنية التحتية، أهلية الكوادر التعليمية، وجودة المناهج، وتوفر شروط الصحة والسلامة.
كما أوصى الأكاديمي نصير عمورة بضرورة التأكد من وجود دعم نفسي وتربوي فعّال داخل المؤسسة، معتبرًا أن التعليم الجيد لا يقاس فقط بالرسوم، بل بمدى تأثيره في بناء شخصية الطفل وتحفيز قدراته.
تتزامن هذه الانتقادات مع ارتفاع الطلب على التعليم الخصوصي في المغرب، مما يفرض على الأسر مراجعة اختياراتها بتأنٍ، بعيدًا عن الانبهار بالشعارات، وتفادي الوقوع في فخ مؤسسات تسوّق لجودة غائبة في الواقع.