مجتمع

أليوتيس: تمييز في مواقف السيارات بين الزوار حسب المدن

م.السلامي/بلادي24

في سابقة غريبة وغير مبررة، شهد معرض “أليوتيس” في دورته السابعة تمييزًا غير منطقي في توزيع أماكن ركن السيارات، وهو ما أثار استياء العديد من الزوار القادمين من مختلف أنحاء المملكة. فبينما تم تخصيص أماكن ركن سيارات قريبة جدًا من المدخل الرئيسي لأصحاب السيارات القادمة من مدن مثل الرباط والدار البيضاء، تركت سيارات بقية الزوار، القادمين من المدن الأخرى، في مواقف بعيدة، مما جعلهم يضطرون للمشي لمسافات طويلة للوصول إلى المعرض.

هذه الخطوة لم تكن فقط مؤلمة لزوار المعرض، بل كان لها طابع تمييزي مكشوف، حيث بدا وكأن أصحاب لوحات الترقيم الخاصة بالمدن الكبرى هم الأحق بالحصول على تسهيلات إضافية، بينما تعامل الآخرون وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية. وفي هذا السياق، تكمن المفارقة في أن معظم الزوار الذين تحمل سياراتهم لوحات ترقيم أخرى، قد يكونون أكثر حماسًا وحاجة لتغطية الحدث أو التعرف على الجديد في مجال الصناعة، إلا أن تفضيل بعض الزوار على آخرين جعلهم يشعرون وكأنهم أقل أهمية.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل أصبح الترقيم هو المعيار الجديد للتمييز؟ في وقت تتطلع فيه البلاد إلى تعزيز التكافؤ بين جميع المواطنين في مختلف المجالات، تأتي هذه التصرفات لتكرس نوعًا من الفروق الوهمية بين المغاربة. فإذا كان هناك تمييز في دعوات الصحفيين، فقد امتد الآن ليشمل حتى أبسط الأمور مثل ركن السيارة.

من غير المقبول أن يظل المعرض، الذي يُفترض أن يكون فرصة لعرض أفضل ما في الصناعات الوطنية، ميدانًا للتمييز بين المواطنين على أساس لا يحمل أي مبرر منطقي. التمييز في مواقف السيارات لا يختلف كثيرًا عن تمييز الصحفيين، فكلاهما يُظهر نوعًا من العقلية التي ترى أن هناك مواطنين “أكثر استحقاقًا” من الآخرين فقط لأنهم ينتمون إلى مدن معينة.

هذه الممارسات تضر بصورة المعرض وتؤثر سلبًا على مصداقيته. فبدلاً من أن يكون المعرض مكانًا يعكس صورة حقيقية للتنوع والابتكار، يبدو أنه تحول إلى تظاهرة “انتقائية” تتجاهل التنوع المحلي والجهوي للمغاربة. وليس من المستبعد أن يتساءل الزوار في المستقبل عن معايير أخرى قد تستخدم للتفريق بينهم في نسخ أخرى من المعرض.

إن تكرار مثل هذه السلوكيات من قبل المنظمين، سواء في تحديد الصحافيين المدعوين أو في تخصيص مواقف السيارات، يشكل إساءة غير مباشرة للزوار ويسلط الضوء على التمييز غير المبرر الذي لا يتماشى مع رؤية المغرب في تعزيز العدالة والمساواة بين جميع أبنائه. قد يكون من الأفضل أن تتبنى إدارة المعرض سياسة أكثر شفافية وشمولية في التعامل مع جميع الزوار دون تمييز أو تفضيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى