عبد الاله بنكيران: الملك يعرفنا مخلصين .. وحزب العدالة والتنمية “دْيَال الدولة”
يواصل عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، جولاته بين جهات المملكة في إطار انطلاق أشغال المؤتمرات الجهوية من أجل إعادة هيكلة مؤسسات الحزب، بعد انتخابه وعودته على رأس “المصباح” خلفا لسعد الدين العثماني.
وذكر بنكيران، خلال كلمة له بعد مناقشة التقريرين المالي والأدبي في افتتاح المؤتمر الجهوي لفاس مكناس، “إخوانه” بالتشبث بمرجعية الحزب ومبادئ الإسلام، مشددا في الآن ذاته على ما اعتبره “أهمية تواجد ‘المصباح’ داخل المشهد السياسي المغربي”، دون أن يغفل توجيه رسائل مشفرة إلى من يعتبرهم خصوم مشروعه الأبديين، والحديث عن علاقته بالملك محمد السادس.
وحسب مصدر حضر اللقاء، فقد جدد بنكيران التأكيد على شعار “الدولة أولا والحزب ثانيا”، منبها إلى مركزية تواجد الدولة ومؤسسات قوية، تجنبا لما يقع في بعض البلدان كتونس التي “وصلت إلى مرحلة غير مفهومة، بلاد أوقفت البرلمان والحكومة والقضاء.. الحمد لله بلادنا مافيهاش هادشي..” مضيفا أن العدالة والتنمية ساهم في ضمان هذه الوضعية الآمنة والمستقرة للمغرب.
وزاد المصدر ذاته: “حزبنا يوجد في طليعة الأحزاب والدولة ورجالاتها يعلمون ذلك ويعترفون بذلك وكيقولوا العدالة والتنمية حزب ديال الدولة”، مضيفا: “حنا ديال الدولة بطريقتنا، وطريقتنا هي تقديم النصح”، وتابع: “أحيانا تغضب منا الدولة، وحتى الملك كيتقلق علينا؛ ولكن كيعرفنا مخلصين لبلدنا ووطننا”.
وفي هذا السياق، قال الأمين العام “الدولة ماشي هي الله، ولا يمكن أن تستمر دون نصح والتعبير عن الرفض لبعض الأمور، ونحن جئنا لنقول نعم ولنقول لا؛ وأنا أخبرت الملك أكثر من مرة أنني لم أعد أرغب في أن أكون رئيسا للحكومة وما خلانيش نمشي”، مضيفا أنه ينبغي الحفاظ على هذا التوازن داخل الدولة.
وحكى بنكيران، حسب مصدر هسبريس، عن لقاء جمعه والراحل عبد الله بها بالملك ومستشاريه فؤاد عالي الهمة وزليخة نصري في مراكش، قائلا: “بعد نهاية اللقاء سلمت عليه وقلت له: أنا معك، قال لي: حتى أنا معك، فأجبته: نعم سيدي ماشي بحال بحال، حنا معك ولكن غاديين وما غنبقاوش، أما أنت باق وأبناؤك”.
وطلب بنكيران من إخوانه عدم التركيز بشكل مبالغ فيه على انتكاسة الحزب الأخيرة، موضحا أن حزبه لم يخلق للمهام السهلة “إذا في يوم من الأيام بلادنا وقفت علينا وقفة صحيحة سنستجيب.. لأن الله كبر بينا وحنا ماشي ديال المهام السهلة لأننا اخترنا أن نتبنى دينه ومرجعيته”.
وأضاف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إن إخوان الحزب يوجدون في وسط سياسي يضم من يتغنى بالاشتراكية والشيوعية والليبرالية…الخ، لكنهم اختاروا مبادئ الإسلام التي نهلوها من المجتمع والأسرة، ورفضوا الاستجابة لأية دعوة خارج دعوة “أشهد ألا إله إلا الله”.
وأكد أن حزبه سيواصل العمل من أي موقع يتواجد فيه حتى في ظل ضعف الدعم المالي “البيجيدي إلى عطاتو الدولة الفلوس غيخدم والى ما عطاتوش غيخدم”؛ بالرغم مما وصفه كيد الخصوم والمعارك التي بدأت ضد حزبه منذ 2002؛ حسب تعبيره، مضيفا أنه لا يعلم إن كان هؤلاء الأعداء الذين يرون في البيجيدي خطرا يوجدون داخل المغرب فقط أم خارجه.
وذكر في هذا السياق الأحداث التي شهدتها الدار البيضاء سنة 2003، والتي وجهت بعدها تهم إلى الحزب تحمله المسؤولية المعنوية عن تلك الأحداث، “خصومنا صعاب وعفاريت، وكيختارعو المصطلحات والمفاهيم”، موضحا أن الحزب وافق على عدم الترشح في عدد من الدوائر بعدما طلبت منه “جهات” ذلك. وفي سنة 2007، قال بنكيران، حصل الحزب على 46 مقعدا؛ وهي النتيجة التي اعتبرها الحزب آنذاك بأنها “رسالة من المغاربة باش يقولو لينا نتوما مزيانين ولكن ما فيديكمش وماقادرينش تواجهو”.
سنة 2011 وما شهدته من حراك كانت فرصة للانتقام، واصل الأمين العام لحزب “المصباح”، إلا أن الحزب قرر عدم النزول إلى الشارع؛ “وهو موقف استحسنته الدولة، وكانت النتيجة أن انتقلنا من 46 مقعدا إلى 107 مقاعد”.
وخلص بنكيران إلى ضرورة الحفاظ على وحدة الحزب، مؤكدا أن بعض الدوائر التي لم يكسب فيها رهان الاستحقاقات الانتخابية خلال السنوات العشر الماضية كانت تشهد خلافات داخلية.
وتابع القيادي الحزبي بنبرة حمل فيها المسؤولية للقيادة السابقة للحزب “ليس سهلا أن تسلم مسؤولية حزب فيه 125 نائبا و16 مستشارا، و200 جماعة، ويعيده إليك بنتائج غير مرضية؛ ولكن ما يمكنش تخون الإخوان وتخلى على مسؤوليتك”، مضيفا: “نحن حزب تنعقد هيئاته بانتظام وما كيضاربش بالأطباق الطائرة، ولا يصوت بـ99،99 في المائة ولا يشتري القنوات”.