مبادرة سوس ماسة تعقد جمعها العام السنوي بحضور أبرز الفاعلين المحليين وتؤكد ريادتها في دعم المقاولين

عقدت “مبادرة سوس ماسة” أمس الأربعاء 25 شتنبر 2024، جمعها العام السنوي بقاعة الاجتماعات في مقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات لسوس ماسة، وسط حضور مميز لرؤساء ومدراء أبرز المؤسسات العمومية والخاصة بالجهة وتميز الاجتماع بأجواء إيجابية مليئة بالتفاعل والنقاشات المثمرة حول الإنجازات التي حققتها المبادرة والأهداف المستقبلية المرجوة.

التقرير الأدبي والمالي وأرقام مشجعة
في كلمته الافتتاحية، أكد رئيس المبادرة السيد “محمد المودن” على أهمية التعاون بين مختلف الفاعلين المحليين لتحقيق التنمية المستدامة في جهة سوس ماسة. وقدم التقرير الأدبي الذي استعرض فيه المشاريع المنجزة خلال السنة الماضية، مشيراً إلى الدور المحوري الذي لعبته المبادرة في تحسين ظروف التشغيل الذاتي وتعزيز الاقتصاد المحلي.
ومن بين أبرز الأرقام التي عرضت، دعم المبادرة لأكثر من 1332 حامل مشروع، من بينهم 295 امرأة أصبحن قائدات مشاريعهن الخاصة، كما تم دعم 22% من حاملي المشاريع المنتمين للمناطق القروية، بينما انتقل 24% من القطاع غير المهيكل إلى القطاع المهيكل بفضل هذا الدعم. وأسفرت هذه الجهود عن خلق أكثر من 3951 منصب شغل، مما يعكس تأثير المبادرة الكبير على التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالجهة.

إعادة انتخاب القيادة وتطوير الاستراتيجيات
شهد الجمع العام أيضاً إعادة انتخاب السيد “محمد المودن” رئيساً للجمعية، مع إجراء بعض التغييرات في ثلث أعضاء المجلس الإداري. كما تم التصويت بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي لسنتي 2022 و2023، ما يعكس رضا الأعضاء والمشاركين عن أداء الجمعية.
في مداخلاتهم، أكد عدد من المسؤولين، من بينهم رئيس جهة سوس ماسة السيد “كريم أشنگلي”، على الدور الرائد الذي تلعبه “مبادرة سوس ماسة” في دعم الشباب والنساء وتمكينهم من إنشاء مشاريعهم الخاصة. وأشادوا بالتجربة الرائدة للمبادرة التي أصبحت نموذجًا يحتذى به في كيفية تقديم الدعم للمقاولين وتوفير الموارد اللازمة لهم، سواء من خلال التكوين أو التمويل.

تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص
نوقشت خلال الاجتماع العديد من القضايا الحيوية، كان أبرزها تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص وتطوير برامج جديدة تهدف إلى دعم الشباب والنساء. كما أثيرت مسألة مواجهة التحديات التي تواجهها المقاولات الصغيرة والمتوسطة في ظل الأزمات المتتالية، حيث أكد الحاضرون على ضرورة استمرار التعاون لتخفيف الضغط على هذه المقاولات وتحسين بيئة الأعمال.
وقد أجمعت المداخلات على أهمية الابتكار في تطوير البرامج الداعمة للمقاولين، إلى جانب استمرار الشراكات الناجحة التي أقامتها المبادرة مع مختلف المؤسسات الرسمية والخاصة. واعتبرت هذه الشراكات ركيزة أساسية لتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع، تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المحلية وتعزيز التشغيل الذاتي.

في ختام الجمع العام، اتفقت الأطراف الحاضرة على تكثيف التواصل والتعاون بين جميع المؤسسات المعنية، مع التأكيد على ضرورة مواصلة العمل المشترك لتحقيق الأهداف المنشودة. وأكدت النقاشات المثمرة التي جرت خلال اللقاء على أن “مبادرة سوس ماسة” تعد نموذجًا ناجحًا للتنمية المحلية، ما يعكس أهمية التضامن والتكامل في مواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة.
يبقى مستقبل “مبادرة سوس ماسة” واعدًا بفضل الجهود المبذولة لتعزيز ريادة الأعمال في الجهة، والمساهمة في خلق فرص عمل جديدة وتقوية الاقتصاد المحلي عبر دعم المشاريع والمقاولات الناشئة.