مجتمع

“شقا الدار ماشي حكرة” مسيرة فاتح ماي تدعو للاعتراف بالعمل المنزلي

في إطار احتفالات فاتح ماي، اختارت جمعية التحدي للمساواة والمواطنة أن تخرج بمبادرة مميزة تُسلط الضوء على قضية طالما وُضعت في الهامش: العمل المنزلي غير المؤدى عنه، وذلك من خلال مسيرة احتجاجية نظمتها تحت شعار: “شقا الدار ماشي حكرة”، داعية إلى الاعتراف القانوني والمجتمعي بجهد النساء داخل البيوت، وتثمينه كجزء أساسي من اقتصاد الأسر والمجتمع.

وأكد مهدي ليمينة، عضو الجمعية، في تصريح لجريدة بلادي24 الإلكترونية، أن هذه المسيرة تهدف إلى تغيير النظرة المجتمعية للعمل المنزلي، لاسيما حين تقوم به الزوجة، واعتباره جهداً حقيقياً يتطلب الاعتراف به، قائلاً: “الاشتغال في البيوت ليس عيباً، بل عملاً غير مؤدى عنه يتطلب الإنصاف”

ودعا ليمينة إلى سن قانون يُنصف النساء عبر تقسيم عادل للممتلكات بعد الطلاق، باعتبار أن تراكم هذه الممتلكات لا ينفصل عن مجهود الزوجة داخل البيت.

المشاركون والمشاركات في المسيرة عبّروا عن قناعتهم بأن العمل المنزلي، بما يشمله من طهي، وتنظيف، ورعاية، يُجنّب الأسر تكاليف باهظة، ومع ذلك لا يُقابَل بأي تعويض مادي، مما يعمّق الفوارق الاجتماعية ويكرس التفاوت بين الجنسين في المسؤوليات والحقوق.

من جهتها، أكدت الجمعية في بيان لها أن هذه الخطوة تتجاوز مجرّد التحسيس، مشيرة إلى أنها “دعوة إلى وعي جماعي بواقع العمل المنزلي غير المرئي، باعتباره من الأسباب البنيوية لاستمرار التمييز ضد النساء”. وأضاف البيان: “لقد آن الأوان لتسمية هذا الجهد، الاعتراف به، وتوزيعه بشكل أكثر عدلاً”.

وفي سياق متصل، شددت الجمعية على ضرورة التوقف عن اعتبار الأعمال المنزلية مجرد “مساعدات عرضية”، والدفع نحو تحول عميق في إدراك هذه الأدوار المجتمعية، وتوزيعها بشكل متوازن بين النساء والرجال.تمثل هذه المبادرة صوتاً نسوياً جريئاً في قلب مسيرة عيد الشغل، وتعيد طرح سؤال العدالة الاجتماعية في الحياة الخاصة، مؤكدة أن النضال من أجل الحقوق لا يجب أن يغفل النضال من داخل البيوت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى